2025-10-11 نشرت في
طبّ الشيخوخة في تونس بداية من ديسمبر: فماهو هذا الإختصاص؟
أعلنت رئيسة الجمعية التونسية لطب المسنين وعلوم الشيخوخة الدكتورة إيمان القسنطيني، عن توجه وزارة الصحة نحو تحويل اختصاص طب الشيخوخة إلى تخصص قائم بذاته بداية من ديسمبر 2025، على أن تتخرج أول دفعة من المختصين في هذا المجال خلال 5 إلى 6 سنوات، مع إحداث أقسام استشفائية مخصصة لكبار السن تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم، وتوفير تكوين طبي أكثر شمولية في هذا المجال.

ما هو طبّ الشيخوخة؟
طبّ الشيخوخةأو الطبّ الجِهاري(Gériatrie)هو فرع من فروع الطبّ يُعنى بدراسة وتشخيص وعلاج الأمراض التي تصيب الأشخاص المسنين، أي الذين تجاوزوا عادةً سنّ 60 أو 65 عامًا. ويهدف هذا الاختصاص إلى تحسين جودة حياة كبار السنّ، من خلال الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية وتمكينهم من العيش باستقلالية لأطول فترة ممكنة.
أهداف طبّ الشيخوخة
لا يقتصر دور الطبيب الجِهاري على وصف الأدوية، بل يتجاوز ذلك إلى رعاية شاملة تشمل الجوانب الطبية والاجتماعية والنفسية. ومن أبرز أهدافه:
الوقايةمن الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، وهشاشة العظام.
تشخيص مبكرللمشاكل المرتبطة بالعمر كفقدان الذاكرة أو التدهور الحركي.
تعديل العلاجاتبما يتناسب مع عمر المريض وحالته الصحية العامة، لتجنب تداخل الأدوية وآثارها الجانبية.
دعم الاستقلاليةعبر برامج إعادة التأهيل البدني والنفسي.
مرافقة الأسرةوتوجيهها في كيفية العناية بالمسنّ داخل البيت.
أهمّ الأمراض التي يتعامل معها طبّ الشيخوخة
يُعنى هذا الاختصاص بعدد من الحالات الخاصة بالمسنين، من بينها:
أمراض الذاكرة مثل الزهايمر والخرف.
أمراض العظام والمفاصلكالهشاشة والروماتيزم.
الاضطرابات النفسيةمثل الاكتئاب والقلق.
اضطرابات النوم، وفقدان الشهية، وضعف المناعة.
مشاكل التوازن والسقوط المتكررالناتجة عن ضعف العضلات أو ضعف النظر
الطبيب الجِهاري ودوره في المجتمع
يعمل الطبيب المختصّ في طبّ الشيخوخة ضمن فريق متكامل يضمّ أطباء عامّين، ممرّضين، أخصائيي تغذية، وأخصائيي علاج طبيعي. وتتمثل مهمّته في تقييم الحالة الصحية للمريض بشكل شامل ووضع خطة علاجية تراعي ظروفه المعيشية والاجتماعية.
كما يسهم هذا الطبّ في تثقيف العائلات والمجتمع حول أهمية احترام المسنين وضمان رعايتهم في بيئة آمنة وداعمة.
طبّ الشيخوخة ليس مجرّد علاج لأمراض الكبر، بل هو طبّ الحياة والكرامة في مرحلة متقدمة من العمر. فهو يذكّرنا بأنّ كلّ إنسان، مهما تقدّم به السنّ، يستحقّ الرعاية والاهتمام والاحترام.