Publié le 19-10-2025
المشي للوراء.. السرّ الجديد وراء صحة باهية
يُعدّ المشي السريع من أكثر التمارين سهولة وفائدة، إذ يساهم في تقوية العضلات والعظام، وتحسين اللياقة القلبية، وتخفيف التوتر. لكن ممارسته بشكل روتيني قد تصبح مملّة مع الوقت، وهنا يظهر المشي إلى الخلف أو ما يُعرف بـ«المشي الرجعي» كبديل ممتع وفعّال.

توضح جانيت دوفك، أستاذة البيوميكانيك بجامعة نيفادا، أنّ المشي العكسي لا يغيّر المشهد فقط، بل يفرض تحديات جديدة على الجسم، إذ يساعد على زيادة مرونة أوتار الركبة، وتقوية عضلات غير معتادة على العمل، كما يُنشّط الدماغ أثناء التأقلم مع الاتجاه الجديد للحركة.
وتضيف دوفك: «الكثير من الناس يمارسون المشي التقليدي يوميًا، لكنهم يجهدون العضلات نفسها. أما المشي إلى الخلف فيُعتبر نوعًا من التدريب المتقاطع، يغيّر طريقة تحريك الجسم ويمنحه توازناً أفضل».
من جهته، ينصح المدرب الشخصي كيفن باترسون بممارسة المشي الرجعي على جهاز المشي باعتباره أكثر أمانًا، حيث يمكن ضبط السرعة أو حتى إيقاف الجهاز ودفع الحزام يدويًا، وهو ما يُعرف بـ«المشّاية الميتة». ويُستخدم هذا التمرين غالبًا كمرحلة إحماء أو تمرين تكميلي لتقوية العضلات.
وبالنسبة للمشي خارج الصالة الرياضية، توصي دوفك بإضافة دقيقة واحدة من المشي إلى الخلف مقابل كل عشر دقائق من المشي العادي، وزيادة المدة تدريجيًا مع اكتساب التوازن والثقة، مشيرة إلى أهمية الحذر في البداية لتفادي السقوط.
ويُستخدم هذا النوع من التمارين في بعض برامج العلاج الطبيعي، خصوصًا بعد إصابات الركبة، لأنه يقلل من الضغط على المفصل ويحسّن حركة العضلات الخلفية للفخذ. كما يُساعد على تعزيز التوازن والمرونة لدى كبار السن.
المشي إلى الخلف ليس مجرّد تمرين غريب، بل هو أسلوب معتمد لدى الرياضيين المحترفين مثل لاعبي كرة السلة وكرة القدم، حيث يُستخدم لتحسين اللياقة الدفاعية والتنسيق الحركي.
في النهاية، يُعدّ المشي الرجعي تدريباً بسيطاً بتأثير عميق، يمكنه أن يكسر روتين التمارين اليومية ويمنح الجسم دفعة جديدة من القوة والتوازن.