Publié le 21-05-2025
فلاحون يرفضون 21 دينار للكلغ الواحد: ''العائلة اللي ربت العلوش تكلّف عليهم دم قلبها''
في إطار الاستعدادات لعيد الأضحى 2025، أعلنت وزارة الفلاحة والمجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان عن تسعيرة مرجعية للأضاحي في نقاط البيع المنظمة تُقدّر بـ21.900 دينار للكيلوغرام الواحد، في خطوة تهدف إلى مراعاة القدرة الشرائية للمواطنين، غير أن هذا القرار قوبل برفض واسع في صفوف الفلاحين، الذين اعتبروا أن التسعيرة لا تعكس كلفة الإنتاج الحقيقية، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل في أسعار الأعلاف وتراجع القطيع الوطني.

وفي تصريح لإذاعة "ديوان أف أم"، قال الميداني الضاوي، رئيس نقابة الفلاحين، إن الأسواق الأسبوعية تُحكمها قاعدة العرض والطلب، ولا يمكن فرض تسعيرة موحدة عليها، مضيفًا: "الفلاح اللي يربي في داره مش مطالب يتبع التسعيرة، هو حر يبيع حسب ظروفه".
واعتبر الضاوي أن كلفة الإنتاج في تصاعد مستمر، خاصة مع تعدد سنوات الجفاف، وهو ما يجعل السعر المعلن غير منطقي وغير منصف للمربين. وأضاف: "الفلاح مش صندوق تعويض، هو الطرف اللي دايمًا يدفع الفاتورة... وقت يفرط في النعجة أو البقرة، كأنو فرّط في قطعة من كبده".
وأشار إلى أن بعض الجهات مثل اتحاد الفلاحين في تطاوين اقترحت تسعيرة بديلة لا تقل عن 26 دينارًا للبركوس و28 دينارًا للعلوش، في محاولة لتغطية الحد الأدنى من تكاليف التربية.
كما عبّر عن رفضه القاطع لفكرة التوريد، معتبرًا أنها تمثل خطرًا على الإنتاج المحلي وتشجيعًا للمنتجين الأجانب على حساب الفلاح التونسي، قائلاً: "اللحم الروماني اليوم يتباع بـ35 دينار، أما العلوش التونسي يوصل لـ60 دينار، والسبب هو اختلاف الدعم والإنتاج وتكاليف التربية بيننا وبينهم".
وفي ختام مداخلته، دعا الضاوي إلى إعادة هيكلة قطاع تربية الماشية والتركيز على حلول جذرية بدل السياسات الترقيعية، محذرًا من أن استمرار تهميش الفلاحين سيدفعهم إلى مغادرة القطاع بشكل نهائي.