أخطر من التدخين ؟ عادة يومية تعملها بعد الماكلة تدمّر صحتك...رد بالك

لطالما ارتبط التدخين بالمخاطر الصحية الكبرى مثل أمراض القلب والرئتين، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تشير إلى أن بعض العادات اليومية الأخرى قد تشكل تهديدًا لا يقل خطورة على صحة الإنسان. 

ومن أبرز هذه العادات، الجلوس لفترات طويلة بعد تناول الطعام، والتي ثبت أنها قد تؤثر بشكل سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية.

في هذا السياق، صرّح الدكتور دينيش ديفيد، استشاري أمراض القلب في مستشفى "كيم هيلث" بمدينة تريفاندروم في الهند، بأن الجلوس لأكثر من ثماني ساعات يوميًا دون أي نشاط بدني يشكل خطرًا مماثلًا لخطر التدخين. وأوضح أن معدل الأيض (التمثيل الغذائي) يتباطأ بنسبة تصل إلى 30 بالمئة عند الجلوس مقارنة بالوقوف أو المشي، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وداخل الشرايين، وبالتالي يزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

وأشار الدكتور ديفيد إلى أن العاملين من المنزل هم الأكثر عرضة لهذا النوع من السلوك، إذ يقضون ساعات طويلة دون حركة تذكر، ما يؤدي إلى خلل في عملية التمثيل الغذائي، زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، السمنة، والالتهابات المزمنة، وكلها عوامل تمهد للإصابة بأمراض القلب.

من جانبه، أكّد الدكتور موهيت شارما، استشاري الطب الباطني في مستشفى أمريتا بالهند، أن الجلوس لأكثر من ست إلى ثماني ساعات يوميًا يزيد من خطر الوفاة المبكرة. واستند في حديثه إلى تحليل نُشر في مجلة "Annals of Internal Medicine"، والذي كشف أن الجلوس لفترات طويلة يرتبط بارتفاع نسب الوفيات بجميع أسبابها، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، السرطان، ومرض السكري من النوع الثاني.

ووفقًا للتقرير ذاته، فإن الجلوس لأكثر من ثماني ساعات يوميًا يزيد من خطر الوفاة بنسبة 34 بالمئة. وبالمقارنة، فإن تدخين ما بين سيجارة إلى خمس سجائر يوميًا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50 بالمئة مقارنة بغير المدخنين.

ويخلص الأطباء إلى أن كلا السلوكين، التدخين والجلوس المفرط، يشكلان خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. ومع ذلك، فإن تغيير نمط الحياة نحو مزيد من الحركة والنشاط البدني، ولو بشكل بسيط ومنتظم، يمكن أن يحسّن جودة الحياة بشكل ملحوظ ويقلل من هذه المخاطر.

في نفس السياق