2025-09-28 نشرت في
ثورة طبية جديدة: قطرات لعلاج ضعف النظر المرتبط بالشيخوخة
مع التقدُّم في السن، يُصاب الكثيرون بضعف تدريجي في بصر العين، يعرف باسم قصو البصر الشيخوخي(presbyopia). وقد يرى البعض أن الحل الوحيد للتعامل مع هذه المشكلة هو ارتداء النظارات الطبية.

إلا أن هناك دراسة جديدة تشير إلى أن هناك خياراً آخر يلوح في الأفق، وهذا الخيار يتمثل في قطرات للعين مصمَّمة خصيصاً للتصدي للضعف التدريجي في البصر.
ووفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، فقد تابعت الدراسة 766 مريضاً، معظمهم في منتصف الخمسينات من العمر، يعانون من الأعراض التقليدية لقصو النظر الشيخوخي.
وبدلاً من النظارات، وصف الباحثون للمرضى قطرات تحتوي على البيلوكاربين، وهو دواء يساعد العين على ضبط تركيزها، إلى جانب الديكلوفيناك، وهو مضاد التهاب خفيف.
ونصح الباحثون المرضى باستخدام القطرات مرتين يومياً؛ مرة في الصباح ومرة أخرى بعد نحو ست ساعات، مع إمكانية استخدام جرعة ثالثة عند الحاجة. ثم تم قياس بصرهم باستخدام مخططات عين على مدار عامين، نقلا عن "الشرق الأوسط".
وتستخدم مخططات العين لقياس حدة البصر، وهي عبارة عن لوحات تحتوي على صفوف من الحروف بأحجام مختلفة لكل صف.
ووجد الباحثون أنه في غضون ساعة من استخدام الجرعة الأولى، تمكن المرضى من قراءة المزيد من الحروف الموجودة على مخطط العين.
وباستخدام أقل تركيز للقطرات، تمكن كل مشارك تقريباً من رؤية صفّين إضافيين على الأقل على المخطط، بينما منحت التركيبات الأقوى الكثيرين القدرة على قراءة ثلاثة صفوف أو أكثر.
وبعد عام كامل من الاستخدام اليومي، استمر أكثر من 8 من كل 10 مرضى في الاستمتاع برؤية أفضل دون الاعتماد على النظارات. كما استمرت الفائدة لأكثر من عام لدى البعض.
وأفاد الباحثون بأن الآثار الجانبية كانت طفيفة نسبياً. ولاحظ نحو ثلث المشاركين خفوتاً مؤقتاً في بصرهم، بينما أبلغ عدد أقل عن تهيج خفيف أو صداع. لم يتوقف أي من المرضى عن استخدام القطرات بسبب هذه المشكلات، التي وصفها الباحثون بأنها مؤقتة ويسهل السيطرة عليها.
وصرحت مديرة مركز الأبحاث المتقدمة لقصو النظر الشيخوخي في بوينس آيرس بالأرجنتين، التي قادت فريق الدراسة، بأن هذا العلاج لا يهدف إلى استبدال الجراحة لمن يرغبون في حل دائم، بل إلى توفير بديل سهل المنال وغير جراحي.
ومع ذلك، يُحذّر الخبراء من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن تُصبح القطرات شائعة الاستخدام.
ففي حين أن البيلوكاربين يُستخدم في علاجات العيون الأخرى منذ عقود، فإن استخدامه اليومي طويل الأمد يثير تساؤلات حول الآثار الجانبية المحتملة، مثل ضعف الرؤية الليلية، أو في حالات نادرة، مشكلات أكثر خطورة بالشبكية.
ويُحذّر الخبراء أيضاً من أن الاستخدام المُطوّل للديكلوفيناك قد يُشكّل مخاطر على سطح العين.