2021-08-17 نشرت في

وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية لأمهات المهاجرين المفقودين بإيطاليا

نظمت عشرات الأمهات اللاتي فقدن أبنائهن في رحلات الهجرة غير النظامية عبر البحر باتجاه إيطاليا منذ سنة 2011 وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء أمام مبنى وزارة الشؤون الخارجية بالعاصمة تونس للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن.



وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية لأمهات المهاجرين المفقودين بإيطاليا

ورفعت هؤلاء الأمهات صور أبنائهن المفقودين أمام عدسات كاميرا الصحفيين تعبيرا عن تمسكهن بمعرفة حقيقة ما جرى لهم، في ظل أنباء بلغت إلى مسامعهن عن وجود بعض منهم على قيد الحياة مسجونين في مراكز احتجاز بإيطاليا حسب قولهن.

ضمن المحتجين تمسك الستينية فاطمة صورة قديمة لابنها الشاب الذي هاجر في عقده الثاني تونس سنة 2011 على متن أحد القوارب باتجاه إيطاليا يرتعش صوتها لتجيب بمرارة أنها لم تعد تذهب لا لأعراس أو مآتم عائلتها منذ فقدانه بلا خبر.

وبحكم مسكنها في منطقة باب الجديد بالعاصمة حيث تتركز الوزارات طرقت هذه الأم بلا كلل أو ملل أبواب المسؤولين عبر كل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة لكن لم يجد ملف ابنها مثل بقية المفقودين الذين هاجروا لإيطاليا طريقه للحل منذ 2011.

تقول حابسة دموعها إن جميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة باعوا الأوهام لأمهات المفقودين بمماطلتهن وتهربهم من المسؤولية ولم يجدي أي نفع تقديمها هوية ابنها وعينات جينية له للسلطات التونسية لتحديد مصيره مع السلطات الإيطالية.

وتسعى هذه المرأة من خلال مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية لإيصال صوتها أملا في حصول معجزة تعيد ابنها المفقود إليها وإلى طفله الصغير الذي تشرف بنفسها على تربيته منذ 2011 وذلك بعدما لجأت زوجة ابنها لطلب الطلاق لتغيير حياتها.

بدورها تعيش حميدة القادمة من ولاية صفاقس للاحتجاج اليوم أمام مبنى وزارة الخارجية على أمل أن تكشف السلطات التونسية عن مصير ابنها الشاب الذي ركب البحر في عقده الثاني باتجاه سواحل إيطاليا أملا في البحث عن مستقبل أفضل.

وتشترك هذه المرأة في القول مع سابقتها بأنها لم تتوان في طرق أبواب كل المسؤولين عبر الحكومات المتعاقبة بعد الثورة دون جدوى وما أشعل لهيب صدرها على فراق ابنها تواتر أنباء عن وجود مفقودين على قيد الحياة في السجون بإيطاليا.

وقالت ان تسجيلات فيديو تحصلت عليها عائلات المفقودين مرسلة من مهاجرين تونسيين آخرين بإيطاليا أفادت بوجود عديد المهاجرين الذين غادروا السواحل التونسية في 2011 داخل أحد السجون الإيطالية في ظروف قاسية، حسب تعبيرها.

من جهة أخرى أشارت هذه المرأة إلى تواتر بعض الأخبار عن ترحيل مهاجرين تونسيين مؤخرا من إيطاليا باتجاه ليبيا، داعية السلطات التونسية لتحريك اتصالاتها مع الجانبين الإيطالي والليبي للتدقيق في صحة المعلومات واستجلاء الأمر.

وبينما لا يزال ملف المفقودين التونسيين منذ سنة 2011 يراوح مكانه دون أي خبر يثلج صدور الأمهات المكلومات، تستمر رحلات الهجرة غير النظامية باستقطاب مزيد من التونسيين من مختلف الفئات في ظل تدهور الأوضاع التي يعيشونها.


في نفس السياق