2025-10-20 نشرت في
المذنب الأخضر يقترب من الأرض: عرض سماوي نادر يترقّبه الهواة... فما هو؟
أفادت الجمعية التونسية لعلوم الفلك أن عشّاق الفلك حول العالم، يترقبون مساء الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 موعد اقتراب المذنب الأخضر ليمون من كوكب الأرض، في ظاهرة سماوية نادرة تُعيد للأذهان سحر السماء القديمة وألغازها العميقة. ويزور هذا المذنب أرضنا قادماً من أعماق سحابة أورت، حيث يمضي معظم رحلته الطويلة حول الشمس في مدار يستغرق نحو 1350 عاماً.

وأوضحت الجمعية أن المذنب يحمل اسمه من وهجه الأخضر المميّز الناتج عن تأيّن ذرات الكربون عند اقترابها من أشعة الشمس، بينما يمتد خلفه ذيل من الغبار والغاز يعكس الضوء في مشهد يخطف الأنظار. وقد سجّلت مراصد فلكية خلال الأيام الماضية تمزّق جزء من هذا الذيل تحت تأثير الرياح الشمسية، في تفاعل ديناميكي يُبرز هشاشة هذه الأجسام وطاقات الفضاء الخفية.
ومن المنتظر أن يصل ليمون إلى أقرب نقطة من الأرض على مسافة تُقدّر بـ90 مليون كيلومتر، وهي مسافة آمنة تماماً لا تشكّل أي تهديد لكوكبنا. وسيكون هواة الرصد على موعد مع ليلة استثنائية، إذ يُتوقع أن يظهر المذنب للعين المجرّدة في سماء صافية وخالية من التلوث الضوئي، خصوصاً في اتجاه كوكبتي العوّاء والدب الأكبر.
ورغم التقدّم العلمي، ما تزال المذنبات تحتفظ بهالتها الغامرة؛ فهي رسائل قادمة من فجر النظام الشمسي، تحمل في جليدها وغبارها أسرار النشأة الأولى. وقد ارتبطت عبر التاريخ بالخوف والأساطير، قبل أن تتحول اليوم إلى مصدر دهشة ومتعة، وإلى مادة علمية تنتظر من يكشف ما تخبّئه من أسرار.