2025-07-24 نشرت في

من غير كليماتيزور و من غير شارج...''مروحة السعف'' حكاية ما تموتش''

في زمن التكييف والمراوح الكهربائية، ما زالت المروحة اليدوية المصنوعة من السعف تحتفظ بمكانة خاصة في ذاكرة وقلوب التونسيين، رمزًا من رموز البساطة والهوية الشعبية، وجزءًا لا يتجزأ من تراثنا اليومي، خاصة في الأرياف والقرى وحتى في البيوت العتيقة.



من غير كليماتيزور و من غير شارج...''مروحة السعف'' حكاية ما تموتش''

 صناعة يدوية متوارثة

تُصنع المروحة من سعف النخيل، الذي يُجفف ثم يُشكّل يدويًا بدقّة وصبر. يتفنّن الحرفيون — وغالبًا ما تكنّ النساء الريفيات — في تزيينها بخيوط ملوّنة أو تطريزات بسيطة تضيف لمسة فنية إلى وظيفتها العملية. وتُباع بأسعار زهيدة، لكنها غنيّة من حيث قيمتها الثقافية والتقليدية.

 أداة تبريد وأيقونة صيف

قبل أن تنتشر وسائل التبريد الحديثة، كانت المروحة اليدوية هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة لهيب الصيف، سواء تحت ظل الزيتونة أو في "البرطال" أو حتى في الزريبة. يستعملها الكبار أثناء القيلولة، والأمهات لتهوئة أطفالهنّ، وحتى العرائس يوم زفافهنّ في الصيف.

 في الأمثال والذاكرة الشعبية

غالبًا ما اقترنت المروحة بالراحة والبساطة، وترددت في أحاديث الجدّات:

"كان الصيف سخون، تنفّخ بالمروحة وتقول يا ربي الستر."

كما كانت تُهدى كعلامة حب أو ترحاب، خاصة إذا كانت منسوجة بعناية.

 حضور في الأسواق والمناسبات

رغم التطور، لا تزال المروحة حاضرة في بعض الأسواق الأسبوعية ومهرجانات الصناعات التقليدية. كما تُعرض كتحف في بعض البيوت أو المطاعم التقليدية، لتُذكّر الزائر بعراقة هذا الموروث.

المروحة: أكثر من أداة… إنها ذاكرة تنفخ فينا الحنين

ليست المروحة اليدوية مجرد أداة لتخفيف الحر، بل هي قطعة من الزمن الجميل، تروي قصص البساطة والرضا، وتُعيدنا إلى فصول من طفولتنا التي لم ننسَ فيها "نسمات المروحة" وحنان من كان يُمسك بها.


في نفس السياق