2025-07-24 نشرت في

''كيلو كرموس بـ25 دينار؟''علاش غلات غلّتنا يا حسرة؟

في ظل موجة الحر التي تجتاح البلاد، تفاجأ المواطن التونسي هذا الصيف بأسعار مرتفعة للغاية لفاكهة الكرموس (التين)، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق 25 دينارًا، وسط استغراب واسع من غياب هذه الغلّة الصيفية التي لطالما كانت حاضرة في جنّات التونسيين ومائدتهم الموسمية. 



''كيلو كرموس بـ25 دينار؟''علاش غلات غلّتنا يا حسرة؟

وفي هذا السياق، أوضح رئيس النقابة التونسية للفلاحين، ميداني الضاوي، في تصريح لموزاييك اف ام ، أن هذا الارتفاع في الأسعار يعود بالأساس إلى ضعف الإنتاج وغياب الاستثمار الفلاحي في هذه الغلة التي لا تُعد من بين المحاصيل الفلاحية ذات الطابع التجاري الواسع. 

"شجرة معمّرة ولكنها تُحتضر"

وأضاف الضاوي أن معظم أشجار الكرموس في تونس قديمة وغير مجدَّدة، حيث لم يقع تعويضها أو تجديد غرسها، وهو ما تسبب في تراجع طبيعي في الإنتاج.

كما أشار إلى أن هذه الأشجار تتأثر بشكل كبير بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما يقلل من غلتها السنوية. كما أن هذه الغلة، رغم قيمتها الغذائية والثقافية العالية، لا تُزرع بشكل مهيكل، إذ تظل مجرد أشجار فردية في حدائق ومنازل المواطنين، لا تخضع لمسالك التوزيع التقليدية ولا لخطط إنتاج وطنية. 

الهندي أيضًا يعاني

ولم يكن التين فقط المتضرر، بل أكد رئيس النقابة أن فاكهة الهندي (التين الشوكي) بدورها تراجعت بشكل كبير هذا العام، حيث سجل الإنتاج انخفاضًا بنسبة تصل إلى 70% في بعض المناطق، نتيجة انتشار الحشرة القرمزية وتواصل الجفاف.

وما يزيد من تعقيد الوضع، وفق الضاوي، هو أن هذه الغلال سريعة التلف، ولا تتحمل النقل والتخزين، وهو ما يفسر محدودية وجودها في الأسواق وضعف العرض أمام الطلب المتزايد. 

نحو استثمار جديد في الغلال التقليدية؟

ختامًا، دعا رئيس النقابة إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في هذه الغلال الأصيلة، وتحفيز الفلاحين على توسيع إنتاجها بشكل منظم، حتى لا تصبح مجرد ذكرى في ذاكرة التونسيين، أو سلعة نادرة لا يقدر على شرائها إلا القليل.


في نفس السياق