Publié le 07-11-2025
أطفال الأمهات المصابات بالسكري أقل عرضة للمرض… اكتشفوا السبب!
تباين خطر الإصابة حسب العضو المصاب في العائلة من المثير للاهتمام أن الاستعداد الوراثي للإصابة بداء السكري من النوع الأول، قد ثبت تشابهه بين أبناء الأمهات وأبناء الآباء المصابين به، لذلك، اشتبه الباحثون في أن البرمجة الجينية في مرحلة مبكرة من الحياة، قد تكون آلية رئيسية يُضفي من خلالها داء السكري من النوع الأول لدى الأم تأثيرًا وقائيًا.

تحدد الآليات فوق الجينية، مثل مثيلة الحمض النووي، الجينات التي تُقرأ وتُعبَّر عنها في النهاية، بتغيير أنماط مثيلة الحمض النووي، حيث يمكن للتأثيرات البيئية في الرحم، مثل تدخين الأم، أو الحالات الطبية، أو التوتر، أو النظام الغذائي، أن تُحدث آثارًا بعيدة المدى على صحة الطفل، من خلال تفعيل الجينات أو تعطيلها في المراحل المبكرة من الحياة ومراحلها اللاحقة.
ووفقا للباحثون، فإن الظروف البيئية المحددة في رحم الأم المصابة بمرض السكري من النوع الأول، والتي تسمى البيئة داخل الرحم، قد تؤثر على خطر إصابة الطفل بمرض المناعة الذاتية الجزري من خلال التعديلات الجينية، ويبدو أن تغيرات مثيلة الدم في جينات خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، يمكن أن تحمي الطفل.
وتقول البروفيسورة ساندرا هامل، الباحثة الرئيسية للدراسة : "لقد لاحظنا تغيرات في ميثلة الحمض النووي، في العديد من جينات قابلية الإصابة بمرض السكري من النوع الأول عند الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالمرض". وبحث فريقها في كيفية تأثير داء السكري من النوع الأول لدى الأم على جينوم الطفل، وحددوا أن داء السكري من النوع الأول لدى الأم، يرتبط بعلامات جينية محددة على شكل مثيلة الحمض النووي لدى الطفل، ويبدو أن هذه التغيرات تؤثر على التعبير عن العديد من الجينات المرتبطة بوظيفة المناعة.
تفاصيل الدراسة
فحص الباحثون عينات دم من 1752 طفلاً في عمر عامين تقريبًا، كان لدى جميع الأطفال المشمولين بالدراسة، خطر وراثي متزايد للإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وقارنوا أنماط مثيلة الحمض النووي لـ 790 طفلاً مصابين بمرض السكري من النوع الأول، و962 طفلاً بدونه لتحديد الاختلافات المرتبطة بمرض السكري لدى الأم.
ولاحظ الباحثون أن التغيرات الجينية لدى هؤلاء الأطفال، ارتبطت بالتعبير عن 15 جينًا مرتبطًا بقابلية الإصابة بداء السكري من النوع الأول، وتشير هذه النتائج إلى أن العوامل البيئية قد تعدل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، من خلال التغيرات الجينية في جينات الاستعداد الرئيسية.
حماية الأم من مرض السكر من النوع الأول
وفي مشروع لاحق بقيادة ساندرا هامل، سيلقي الباحثون نظرة عن كثب على الحماية النسبية للأطفال المولودين لأمهات مصابات بمرض السكري من النوع الأول. ويهدف الفريق إلى تحديد جينات الاستعداد للإصابة بمرض السكري من النوع الأول، التي يتم تعديلها وراثيًا لدى الأم، وما إذا كانت التأثيرات الوراثية المماثلة تحدث عند الأطفال المولودين لأمهات مصابات بسكري الحمل .
ويعد مرض السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم الجهاز المناعي بتدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يجعل المرضى معتمدين مدى الحياة على الأنسولين الخارجي.
