Publié le 30-10-2025
ارقصوا... فالرقص يخفف أعراض الاكتئاب ويحسّن المزاج
كشفت دراسة فنلندية عن أن الرقص يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج وتعزيز الإحساس بالذات، خصوصاً لدى المراهقات.

وأوضح الباحثون من جامعة شرق فنلندا، أن ممارسة الرقص تُسهم أيضاً في فهم أعمق للأسباب الجذرية للاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية(Narrative Works).
ويُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين المراهقات، حيث تزداد معدلاته خلال هذه المرحلة الحساسة من النمو النفسي والجسدي. وغالباً ما يرتبط ظهوره بعوامل متعددة، مثل التغيرات الهرمونية، وضغوط الدراسة، وصعوبات العلاقات الاجتماعية، إضافةً إلى التأثر المفرط بمعايير الجمال والمقارنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تظهر أعراض الاكتئاب في هذه الفئة على شكل انسحاب اجتماعي، أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُشعرهن بالسعادة، أو الشعور المستمر بالحزن وانخفاض الثقة بالنفس، حسب "الشرق الأوسط".
وسيلة علاجية
ووفق الباحثين، يُنظر إلى الرقص حالياً على أنه وسيلة علاجية واعدة يمكن أن تكمل العلاج الطبي في العديد من الحالات، بما في ذلك الاكتئاب. فقد أظهرت دراسات سابقة أن "العلاج بالرقص الحركي" يمكن أن يكون علاجاً مساعداً فعالاً للاكتئاب والقلق، إذ يُسهم في خفض إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والنورأدرينالين، وزيادة إفراز الدوبامين المرتبط بالشعور بالمتعة. كما يعزز الوعي الجسدي ويوفر وسيلة إبداعية غير لفظية للتعبير عن الذات.
وشملت الدراسة التجريبية سبع مراهقات مصابات باكتئاب خفيف إلى متوسط، طُلب منهن المشاركة في جلسات رقص ارتجالي أُعدت خصيصاً لهن لتجسيد رؤيتهن لمستقبلهن المنشود.
واستخدم الباحثون تقنية "التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد(3D motion capture) لتوثيق حركات المشاركات في أثناء الرقص وتحليلها لاحقاً، مما أتاح لهن رؤية أدائهن من منظور خارجي ومتابعة تطورهن بمرور الوقت.
وأظهرت النتائج تحسناً واضحاً في احترام الذات، وزيادة في الوعي الجسدي، وتطوراً في القدرة على التعامل مع المشاعر الداخلية المعقدة. كما شعرت المشاركات بإحساس أقوى بالانتماء والدعم المتبادل داخل المجموعة، مما ساعد على تخفيف شعورهن بالعزلة وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.
كذلك لاحظ الباحثون تراجعاً في الأعراض الإدراكية المرتبطة بالاكتئاب، مثل الشعور بالعجز أو فقدان المعنى، إلى جانب تحسن القدرة على فهم المشاعر الداخلية والتعبير عنها بشكل غير لفظي عبر الحركة.
وبيّن الباحثون أن تجربة الرقص مكّنت المشاركات من رؤية أجسادهن وحركاتهن من منظور جديد، وساعدتهن على التفكير في قيمهن ومواقفهن الشخصية ومواجهة جذور إصابتهن بالاكتئاب.
وأضافوا أن أهمية النتائج تكمن في أنها تقدم نموذجاً علاجياً مبتكراً يجمع بين الفن والعلم، ويعيد تعريف العلاقة بين الجسد والمشاعر في معالجة الاضطرابات النفسية؛ فهي تُظهر أن الرقص يمكن أن يكون أكثر من مجرد نشاط بدني، بل وسيلة علاجية شاملة تدمج التعبير الإبداعي بالوعي الذاتي، مما يساعد المصابين بالاكتئاب على فهم جذور معاناتهم وبناء علاقة صحية مع أجسادهم ومشاعرهم.

 
					 
					.jpg) 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					 
					.jpg) 
					 
					 
					