Publié le 24-10-2025
مختصة في تقويم النطق: ''قبل ماتعلّم صغيرك الكتابة علّمه يقشّر الجلبانة ويعصر البرتقال''
حذّرت عبلة عنان، المختصة في تقويم النطق، من إرغام الأطفال على الكتابة في سنّ مبكرة قبل أن تتهيأ أيديهم ومهاراتهم الحركية لذلك، معتبرة أن هذا السلوك “يؤدي إلى الضغط والعذاب النفسي للصغير بدل مساعدته على التعلم”.

وقالت عنان، خلال حضورها في برنامج "العيادة الطبيعية"على الإذاعة الوطنية، إنّ ما يُعرف بـ“عسر الكتابة” (Dysgraphie) هو اضطراب عصبي نمائي يجعل الطفل يعاني من صعوبة في التحكم بالقلم وتنسيق الحركات الدقيقة، رغم أنه قد يكون سليمًا من الناحية الذهنية.
وأضافت أنّ الطفل في سنّ ثلاث إلى خمس سنوات لا يكون مستعدًا بعد للكتابة، لأنّه لم يطوّر بعد التحكم الكافي في جسده والفضاء من حوله، مؤكدة أنّ ''الورقة والقلم يمثلان عالماً ثنائي الأبعاد، في حين أن الصغير مازال يتعامل مع الفضاء بثلاثة أبعاد، وبالتالي الكتابة تكون بالنسبة له عذابًا حقيقيًا''.
اليد تخدم قبل ما تكتب
وأوضحت عنان أنّ الحلّ يبدأ من تقوية عضلات اليد وتنمية الحركات الدقيقة من خلال أنشطة بسيطة داخل البيت، مثل تقشير الجلبانة والفول، أو العصر باليد، واللعب بالعجينة والصلصال، وحتى الرسم بالفرينة (الدقيق) على الطاولة، معتبرة أن “كل حركة صغيرة تهيّئ اليد للإمساك بالقلم لاحقًا”.
وأكدت أن هذه الأنشطة المنزلية البسيطة “تعلم الطفل التحكم في يديه دون ضغط ولا توتر، وتغنيه عن الدروس المبكرة في الكتابة وتحسين الخط”.
متى نكتشف عسر الكتابة؟
وبيّنت المختصة أنه لا يمكن الحديث عن عسر الكتابة قبل سنّ سبع سنوات، مشيرة إلى أن العلامات الأولى تظهر في المرحلة التحضيرية أو بداية التعليم الابتدائي، حين يواجه الطفل صعوبة في الكتابة على السطر، أو تكون أحرفه غير متناسقة، أو يشكو من أوجاع في الكتف أو اليد أثناء الكتابة.
وشدّدت على أنّ “أول ما يتم إصلاحه في جلسات التقويم هو الجلسة الصحيحة وشدّ القلم”، مؤكدة أن الطفل يحتاج عادةً إلى ثلاثة إلى ستة أشهر من العمل المنتظم حتى تتحسن قدرته على الكتابة ويستعيد ثقته بنفسه.
وعي الأولياء هو البداية
وختمت عبلة عنان حديثها بالتأكيد على أهمية وعي الأولياء وعدم مقارنة أطفالهم بغيرهم، قائلة:
''ما هوش لازم يكتب في الأربع سنين. الصغير يلزم يعيش مرحلته، يلعب، يتحرك، يقوي يده. وقتها كي يجي وقت الكتابة، يكتب وحدو وبكل حب''.
