Publié le 10-07-2025

من الجبّة لـT-shirt... ومن السقيفة للمكيّف: شكون تبدّل الصيف ولّا التوانسة؟

الصيف في تونس مش مجرّد فصل مناخي... هو طقس اجتماعي، ذاكرة جماعية، وموعد متجدّد مع العادات اللي تعيش معانا من جيل لجيل. لكن، مع تغيّر الزمن وتطوّر نمط العيش، بدات تتبدّل التفاصيل الصغيرة اللي كانت ترسم ملامح صيفنا: اللبسة، الماكلة، لمة العايلة، وحتى طريقة عيشتنا في المنازل.



من الجبّة لـT-shirt... ومن السقيفة للمكيّف: شكون تبدّل الصيف ولّا التوانسة؟

فشنوّة تبدّل في صيف التوانسة؟ وشنوا تبقى من العادات؟ وشكون ربح؟ وشكون خسر؟

في هذا المقال، نرجعوا في رحلة قصيرة بين ضيف الأمس واليوم، ونقارنوا كيفاش كان وكيفاش ولّى، في اللبسة، الماكلة، الديار، واللمة.

اللبسة: من الجبّة للتيشيرت والشورت

كان الرجل التونسي في الصيف يلبس الجبّة الخفيفة أو الفرملة، بينما كانت النساء يرتدين السفساري أو الملحفة او الجبّة، مع احترام شديد للستر والوقار حتى في عزّ الحر.
اليوم تغيّر المشهد كليًا، فأصبح التيشيرت والشورت والنظارات الشمسية رموزًا للراحة والموضة، خاصة في المدن الكبرى. أما في الشواطئ، فالأزياء أصبحت أقرب لما تفرضه "الموضة العالمية" من بساطة وحتى جرأة، خاصة لدى الشباب.

الأكل: من البساطة إلى التنوّع وحتى الإفراط

في الصيف زمان، كانت الموائد التونسية تعتمد على ما هو موسمي وبسيط: السلاطة مشوية، شربة باردة، خبز الطابونة، دلاع، تين (الكرموس)، زبيب، وبرشة ماء بارد في الجرّة (القُلّة).

اليوم، أصبحت المائدة الصيفية أكثر تنوّعًا وتعقيدًا، بين المأكولات الجاهزة، المثلجات، الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية. حتى عادات الطبخ تغيّرت، وأصبح الكثيرون يفضّلون تفادي الطهي وتعويضه بما هو سريع وسهل.

البيوت: من السقيفة والسطح إلى المكيّف والصالون المغلق

زمان، كانت البيوت مصمّمة للتعايش مع الصيف: سقيفة فيها روايح الريحان 'الحبق)، سطح للنوم تحت النجوم، وحيطان عريضة تبرد الجو، وكانت العائلة تنام جماعية في نفس المكان، تفترش الحصير وتلتحف السماء.

اليوم، أصبح المكيّف سيّد الموقف، وأصبحت البيوت مغلقة، والنوافذ مسدودة، وحتى التواصل داخل العائلة تراجع، حيث يقضي كل فرد ليله أمام شاشة الهاتف أو التلفاز في غرفته الخاصة.

اللّمة العائلية: من "القعدة" في الحومة للانعزال الرقمي

في الماضي، كانت "القعدة" في الحومة أو الدار بعد المغرب عادة لا تُفوّت. الكبار يتحدّثون عن الزمان، والصغار يلعبون الدوّامة والقرطاجنة. كانت الجيرة قوية والزيارات بدون موعد.
اليوم، تراجعت اللّمات الصيفية، وأصبح التونسي يعيش صيفه في عزلة نسبية. حتى "العزومات" أصبحت قليلة، والزيارات العائلية تخضع للتنظيم المسبق، وغالبًا ما تُستبدل برسائل على الواتساب أو فيديوهات قصيرة على تيك توك.

بين الحنين والحداثة... التونسي يتكيّف

رغم كل هذا التغيّر، يبقى التونسي قادرًا على التكيّف مع واقعه وظروفه. فبين الماضي الجميل والحاضر المتسارع، يعيش صيفه بطريقته الخاصة، يحاول التوازن بين الحنين والبساطة من جهة، والراحة والتكنولوجيا من جهة أخرى.



Dans la même catégorie