Publié le 28-05-2025

في تونس: 70 ألف مواطن يبحثون عن قوتهم في القمامة

في ظل تصاعد أزمات البطالة والفقر في تونس، يجد آلاف التونسيين، أغلبهم من الفئات الهشة، أنفسهم مجبرين على امتهان "البرباشة"، أو جمع النفايات، كمصدر وحيد للرزق.



في تونس: 70 ألف مواطن يبحثون عن قوتهم في القمامة

تكشف دراسة حديثة للمرصد الاجتماعي التونسي، عن أرقام صادمة تعكس واقعًا مزريًا لهذه الفئة التي تؤدي دورًا حيويًا في الاقتصاد الدائري، لكنها تعيش على هامش المجتمع، بلا حماية أو اعتراف.

تشير التقديرات إلى أن عدد "البرباشة" في تونس قد يتجاوز 10 آلاف شخص، بينما تصل تقديرات أخرى إلى 70 ألفًا على مستوى البلاد بأكملها، مع تركز كبير في الأحياء الشعبية بالعاصمة. هذه الأرقام المخيفة تسلط الضوء على عمق الأزمة الاقتصادية التي تدفع بالآلاف إلى البحث عن قوت يومهم في أكوام القمامة.

وعلى الرغم من الدور البارز الذي يؤديه "البرباشة" في منظومة تدوير النفايات، من خلال جمع وفرز مواد أولية قابلة للتدوير كالبلاستيك، الألمنيوم، الزجاج، والورق، إلا أنهم يعملون في ظروف قاسية وغير آدمية. فعملهم يساهم بشكل مباشر في توفير المواد الأولية للصناعات التحويلية، ويقلل من حجم النفايات المتجهة إلى المصبات، مما يمثل مساهمة بيئية واقتصادية كبيرة يتم تجاهلها.

تفتقر هذه الفئة بشكل شبه كامل لأي إطار قانوني يحميها، فلا يتمتعون بتغطية اجتماعية أو صحية، ولا يستفيدون من أنظمة التقاعد. يعيشون على هامش المنظومة الاقتصادية، ضحايا للاستغلال وغياب الرؤية الحكومية لإدماجهم في قطاع الاقتصاد المنظم. إن الأرقام الصارخة لأعدادهم تستدعي وقفة جدية لإعادة النظر في مقاربة التعامل مع هذه الظاهرة، والعمل على انتشال الآلاف من براثن الفقر المدقع ودمجهم في نسيج اقتصادي واجتماعي يوفر لهم الحد الأدنى من الكرامة والحماية.



Dans la même catégorie