Publié le 29-05-2025

صيف أكثر حرارة؟ الأمم المتحدة تحذر وخبير مناخ يوضح المشهد في تونس

مع اقتراب فصل الصيف، يتزايد القلق من موجات حر غير مسبوقة قد تضرب مناطق مختلفة من العالم، ومن بينها تونس. تحذيرات صادرة عن الهيئة الأممية المعنية بالتغيرات المناخية تشير إلى ارتفاع متواصل في درجات الحرارة، ما دفع إلى طرح سؤال جوهري: هل سيكون صيف 2025 الأشد حرارة على الإطلاق؟



صيف أكثر حرارة؟ الأمم المتحدة تحذر وخبير مناخ يوضح المشهد في تونس

في هذا السياق، قال الأستاذ زهير الحلاوي، خبير وأستاذ علم المناخ بالجامعة التونسية، في تصريح لراديو ''الديوان'' أن العالم يشهد فعلًا مرحلة احترار حراري غير مسبوق، تعود أسبابه الرئيسية إلى النشاط البشري، وخاصة الانبعاثات المتزايدة لغازات الدفيئة.

الحرارة في تونس: تسجيلات قياسية وموجات متتالية

الحلاوي أوضح أن البيانات المناخية المسجلة في تونس منذ نهاية القرن الماضي تشير إلى ارتفاع واضح في درجات الحرارة، لا على مستوى المعدلات السنوية فقط، بل أيضًا من حيث عدد أيام موجات الحر. هذه الموجات تتمثل في فترات تمتد لعدة أيام متتالية بدرجات حرارة مرتفعة ليلًا ونهارًا، ما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان، خاصة عندما لا تنخفض الحرارة حتى خلال ساعات الليل.

تقارير أممية وسيناريوهات متعددة

التقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ(IPCC) تضع عدة سيناريوهات لما قد تشهده الأرض خلال العقود القادمة. من بينها سيناريوهات متفائلة تفترض تقليص الانبعاثات بفضل جهود دولية حقيقية، وأخرى متشائمة تتوقع ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة بحلول 2050 أو حتى 2100، في حال لم يُتخذ أي إجراء فعلي.

تونس، بحسب الحلاوي، ليست من الدول الكبرى المسببة لهذا التغير المناخي، لكن تأثيراته ستكون عليها أكثر حدة من غيرها، ما يفرض عليها تعزيز سياسات التكيّف والتأقلم، مثل تغيير الأنماط الفلاحية والتقليل من الزراعات المستهلكة للمياه.

الولايات المتحدة واتفاق باريس: الالتزام المفقود

وتحدث الخبير أيضًا عن المعضلة الدولية، خصوصًا انسحاب دول كبرى مثل الولايات المتحدة من التزاماتها في اتفاق باريس، وهو ما يُربك المجهود الجماعي لمجابهة الظاهرة ويضعف فرص التوصل إلى حلول واقعية، عادلة ومنصفة، خصوصًا للدول النامية.

تونس في صيف 2025: الحرارة ستتجاوز المعدلات العادية

فيما يتعلق بتوقعات الصيف القادم في تونس، أكد الأستاذ زهير الحلاوي أن المعهد الوطني للرصد الجوي أصدر توقعات فصلية تشير إلى ارتفاع طفيف في درجات الحرارة مقارنة بالمعدلات المعتادة، وخصوصًا في أشهر ماي، جوان وجويلية، وربما حتى بداية أوت.

وقال إن "القلق الأكبر ليس فقط من الحرارة المرتفعة، بل من اقترانها بالرطوبة"، حيث تؤدي هذه الأخيرة إلى شعور أكبر بالإجهاد وضيق التنفس. وأوضح أن "السخانة في توزر تختلف عن السخانة في الحمامات، لأن الهواء الجاف في الجنوب يمكن تحمله أكثر من الحرارة المصحوبة برطوبة مرتفعة في المناطق الساحلية".

نصائح للوقاية والتكيف

ختامًا، دعا الحلاوي إلى تفادي النشاط المكثف خلال فترات الذروة الحرارية، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات القايلة، مع التأكيد على أهمية السياسات الوطنية للتأقلم مع التغير المناخي، من خلال التخطيط في قطاعات مثل الزراعة والمياه والطاقة.



Dans la même catégorie