2018-03-06 نشرت في

فيديو صادم من داخل أسوار السجون التونسية : إفترشوا الأرض و حتى أرضية...الحمّام

روبورتاج من داخل السجون التونسية بثته قناة الحوار التونسي خلال برنامج اليوم الثامن أقل ما يقال عنه أنه صادم بجميع المقاييس. ظروف قاسية لجميع الأطراف : السجناء، أعوان الحراسة و الأهالي.



فيديو صادم من داخل أسوار السجون التونسية : إفترشوا الأرض و حتى أرضية...الحمّام

الروبورتاج صوّر بعدد من السّجون، صفاقس، القيروان، برج العامري، المرناقية فيديو يكشف حقيقة الأوضاع، إكتظاظ، أمراض، و ظروف أكثر من قاسية.

السجون التونسية تجاوزت طاقة إستيعابها الثلاث أضعاف ليتمّ حشر 133 سجينا في غرفة طاقة إستيعابها 44 سجينا. ذوات بشرية، مواطنين مجرمين كانوا أو مظلومين تواجدوا تحت سقف واحد. بعضهم ظفر بفراش، آخرون إفترشوا الأرضية، هناك من وجد ملجأ تحت الأسرّة و البقية هناك إفترشوا أرضية ... الحمّام.

أمراض عدّة بدأت تنهش أجسادهم، الجرب، الرّوماتيزم سجين هناك قال أنه ينام و الفئران في مكان واحد و آخر عذبته لدغات الحشرات... ''الحيوانات خير منّا...''.

نفس الأوضاع في جميع السجون و عديد المساجين سلبوا حريتهم بسبب الزّطلة.. القانون 52 منهم من دخّن و منهم من روّج و منهم من يصرّ على براءته (تحليلي نظيف) و كلّهم ينتظر عفوا رئاسيا لن يأتي ...

فئة أخرى تعاني الأمرين، هم أيضا مساجين و لكن يتقاضون راتبا، مساجين 12 ساعة في اليوم مهمّتهم حراسة المساجين، هم أعوان السّجون : 180 سجينا مهمّة كلّ عون مهمّة تبدو شاقّة و مهنة متعبة هكذا أعلن الأعوان و لكن ما من مجيب.

أهالي السّجناء يقفون في طابور طويل بعضهم لإيصال القفة و المصروف و آخرون لزيارة إبن أو أخ إقتادته الظروف لهذا المكان ''التّعيس ''. وجوه تعبّر عن عمق المأساة لفراق عزيز قد يفنى شبابه بين أسوار السّجن و لا يستطيع زيارته سوى مرّة واحدة أسبوعيا يفصلهم خلالها زجاج . إحدى النسوة قالت أن زياراتها لإبنها قليلة فالقفة تكلّفها قرابة 130 دينار علاوة على مصروف السجين.

نحن دولة تحترم حقوق الإنسان... تتشدّق بالحريات في منابر عالمية...نصوغ القوانين و ننقّحها... فهل شاهدنا صورة واقعنا في المرآة؟

ماهو مصير هؤلاء؟  و هل حقّا دفنّا سياسة التعذيب كما دفنّا سياسة بن علي؟ تعذيب من نوع آخر هذا الذي ييعشه المساجين في إنتظار تحسين ظروفهم.


في نفس السياق