2025-09-17 نشرت في
المقرونة: أصلها عربي و لا إيطالي؟ اكتشف الحكاية
على الرغم من ارتباط المعقرونة بشدة بالثقافة الإيطالية وانتشارها الواسع في العالم، إلا أن أصلها يثير جدلاً تاريخيًا كبيرًا بين المؤرخين وعشاق الطعام.

يذهب بعض الباحثين إلى أن الرحالة الإيطالي الشهير ماركو بولو نقل من رحلاته إلى الصين في القرن الثالث عشر وصفة تشبه المعكرونة، فيما يؤكد آخرون أن الإيطاليين كانوا يعرفون'' المقرونة'' وينتجونها قبل عودة بولو من رحلته عام 1295.
ويتبنى خبراء أكثر حيادية رؤية تقول إن أصل المعكرونة متعدد ومتنوع، إذ أن العديد من الحضارات القديمة كانت على علم بعجين يُغلى في الماء ويؤكل بأشكال مختلفة.
ويُعزى الفضل في المقرونة المجففة، بحسب بعض المصادر، إلى العرب الذين سيطروا على صقلية بين القرن التاسع والحادي عشر. فقد جلبوا معهم نوعًا من العجين المجفف المعروف باسم "الإطرية"، على شكل شرائح طويلة، والتي كانت سهلة التخزين والتداول عبر طرق التجارة.
تشير سجلات من القرن الثاني عشر إلى أن المعكرونة كانت تُنتج بكميات كبيرة في صقلية، وخصوصًا في منطقة ترابيا بإقليم باليرمو، وكانت تُصدّر إلى أنحاء البحر المتوسط. وقد دوّن الجغرافي الشريف الإدريسي في عام 1154 وصفًا دقيقًا لهذا النوع من المعكرونة الجافة، مؤكداً أنها كانت تُصنع بكميات كبيرة لصالح ملك صقلية روجر الثاني.
كما ساهم العرب في تطوير المكونات الأساسية التي أصبحت لاحقًا جزءًا لا يتجزأ من المطبخ الإيطالي، مثل الباذنجان والحمضيات والزعفران والزبيب، إضافة إلى إدخال تقنيات ري وزراعة ساعدت في إنتاج قمح قاسي مثالي لصناعة معكرونة عالية الجودة.
التقنيات العربية الخاصة بتجفيف المعكرونة جعلت تخزينها لفترات طويلة ممكنًا، ما ساعد على انتشارها التجاري بشكل واسع في البحر المتوسط، وأسهم بشكل مباشر في بناء قاعدة المعكرونة كما نعرفها اليوم في المطبخ الإيطالي.