2022-05-07 نشرت في
سمير الوافي يتحدّث عن محاميه: ''فارس مغوار''
بعد خروجه من السجن، تحدّث الإعلامي سمير الوافي، عن محاميه الذي ساهم بشكل كبير في فضّ ملفّه القضائيّ.

ونشر صورة هذا المحامي الذي وصفه بـ"الشبل"، وهو الأستاذ محمد الفرشيشي.
وقال في شأنه:
"تعلمت من المحن التي مررت بها...أن إختيار محاميك هو في قيمة وخطورة إختيار طبيبك...فكلاهما مصيرك بين يديه...حريتك وصحتك...لا يكفي أن تكون قضيتك عادلة لتربحها يجب أن تحسن إختيار المحامي...ومثلما تأتمن طبيبك على أسرارك الصحية...فإنك تأتمن محاميك على أسرار أخرى قد تكون حساسة وخطيرة...وتتطلب محاميا شريفا ونزيها وأمينا...يستحق ثقة تكاد تكون عمياء...خاصة حين يقودك القدر إلى السجن...حيث يصبح محاميك هو المصدر الوحيد للأمل...هو نافذتك المطلة على الحرية...هو ضوء في آخر النفق...هو شاحن بطارية معنوياتك...هو حارس حريتك وحقك ومالك مفتاح حقيقتك...!!!
وأعتقد أنني وفقت في إختيار المحامين الذين تعاملت معهم...و هم قلة قليلة لم يخذلوني ولم يخيبوا أملي...وبعد الترحم على أكبرهم سنا ومقاما وتجربة الأستاذ حسن الغضباني الذي " تبناني " وظل إلى جانبي حتى آخر لحظة...أمرّ إلى تحية خاصة لفرسان العدالة الذين تعاملت معهم بالترتيب الزمني...و أعتبرهم شخصيات مضيئة في ظلام محنتي...حيث ظل الأستاذ حاتم الزواري أكثر من محامي بالنسبة لي...كان ومازال وسيبقى أخي العزيز الذي يعرف عني ما لا يعرفه إخوتي...وهو سند وظهر وصدر يتسع لحيرتي...مرافعاته في حقي تتجاوز البعد القانوني إلى العمق الإنساني...ويستوعب طبعه الهادئ الرصين تقلبات مزاجي وعواصف كاراكتاري...وأثق فيه إلى درجة أنه لا حاجز بين أذنيه وأسراري...وقلبه وهمومي...ففي شخصيته إجتمعت الكفاءة بالاخلاق والحس الإنساني.
ومؤخرا تعرفت على أستاذ محترم و راقي ومحل ثقة الجميع...الأستاذ محمد المنوبي الفرشيشي...المحامي والأستاذ بكلية العلوم القانونية والسياسية بتونس...ولأنني أختار المحامي كما أختار الصديق أي بمواصفات تجمع بين الكفاءة والبعد الإنساني...فإن الأستاذ أصبح صديق العائلة وتجاوز دور المحامي ليحمل عني أعباء عداواتي السياسية...حيث برامجي السياسية الجريئة وكتاباتي المشاغبة تزيد يوميا أو أسبوعيا في عدد أعدائي...والأستاذ الفرشيشي كان فارسا مغوارا في معركتي القانونية الأخيرة التي إنتهت بإنصافي رغم صدمة الإيقاف الفجئي...
الأستاذ محمد المنوبي الفرشيشي هو شبل من ذلك الأسد...أسد المحاكم وفارس الكليات وأستاذ الأساتذة والده بشير المنوبي الفرشيشي...أحد أبرز وأكفأ فرسان العدالة في تونس...قامة تاريخية ومقام قانوني وقيمة فكرية عالية...وقد تشرفت بالتعامل معه ومازلت...ووجوده مصدر أمان لأي مظلوم وصاحب حق...
أردتها تحية محبة وإحترام لمحامين لهم بصمات في حياتي...عرفوا عني ما لا يعرفه غيرهم حتى من عائلتي...وظلوا محل ثقتي ولم أشعر معهم أبدا بالخذلان...
(في الصورة : الأستاذ محمد المنوبي الفرشيشي في دار الوالدة في الزبيدين أمام الكسكسي الشهير...وللأسف ما عنديش تصويرة أخرى مع خويا وعشيري الأستاذ حاتم الزواري).
