Publié le 26-12-2025

من الهريسة العائلية إلى رفوف العالم : الملحمة الاستثنائية لـسام لميري

في سن 29 سنة فقط، يجسّد سام لميري جيلاً جديدًا من روّاد الأعمال الذين حوّلوا جذورهم التونسية إلى قصة نجاح عالمية. مؤسس Lamiri Harissa، انضم مؤخرًا إلى القائمة المرموقة Forbes 30 Under 30، تتويجًا لمسار متسارع بدأ بـ دراجة هوائية ووصفة عائلية.



من الهريسة العائلية إلى رفوف العالم : الملحمة الاستثنائية لـسام لميري

لم تبدأ القصة في مكتب استشارات، بل من شعور بالمرارة. يقول سام: «سئمنا من رؤية منتجات مقلّدة تسيء إلى مكوّننا الوطني». بالنسبة له، كانت الهريسة المباعة في أوروبا تفتقد إلى الأصالة.

جاءت لحظة التحوّل خلال جائحة كورونا. عالقًا في لندن وغير قادر على السفر إلى تونس للتزوّد، اتصل بابن عمه علي: «أرسل لي كمية!». عند وصولها، بدأ سام بتوزيع العلب على الدراجة في جنوب لندن. ما كان مساعدة عائلية تحوّل سريعًا إلى نواة مشروع طموح: Le Scoup Empire.

الهوية التونسية في صميم المشروع
بالنسبة لسام، Lamiri Harissa ليست مجرد علامة تجارية، بل تحية لهويته. يقول: «إرثي التونسي هو جوهر العلامة»، مستحضرًا ذكرياته مع الأجداد وأبناء العمومة. هذه الأصالة تتجسد في شراكات مباشرة مع الفلاحين والمزوّدين المحليين في تونس.

«نحن منتج وُلد من الإحباط… أردنا تقديم شيء أصيل، وأن نصرخ عاليًا بأن هذا تونسي». — سام لميري.

استراتيجية توسّع بروح عصرية
بعيدًا عن حدّة الطعم، يراهن سام على التثقيف الغذائي. ينظّم Supper Clubs للتعريف بـ المطبخ التونسي، الذي غالبًا ما يُساء تقديمه، مثل الشكشوكة. ونصيحته للمبتدئين؟ إضافة ملعقة هريسة إلى معكرونة بالطماطم، طبقه المفضل المريح.

اليوم، الأرقام تتحدث :

التوزيع : أكثر من 200 نقطة بيع في المملكة المتحدة.
التصدير : حضور في 16 دولة (الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، الكويت، وغيرها).
المبيعات : أكثر من 35 ألف وحدة تم بيعها سنة 2024.
التمويل : جمع 257 ألف دولار في أول جولة استثمار.

الطموح: غزو العالم… علبة بعد علبة
لا يتوقف طموح سام هنا. يقول مازحًا: «سنسيطر على العالم، علبة بعد علبة». ورغم أن الهريسة ستظل قلب المشروع، إلا أنه يخطط لاستيراد كنوز أخرى من التراث الغذائي التونسي لإبراز غنى المطبخ التونسي.

تؤكد هذه القصة أن تقليدًا محليًا، مدعومًا بـ رؤية عالمية وفخر بالهوية، يمكن أن يتحول إلى أداة إشعاع ثقافي قوية. سام لميري لا يبيع الفلفل فقط، بل يصدّر جزءًا من الروح التونسية.



Dans la même catégorie