Publié le 05-11-2025
زهران ممداني،: من ''رابور'' صغير لعمدة نيويورك… حكاية مهاجر مسلم قلب الطاولة على ترامب !
تشير توقعات شبكة "سي إن إن" إلى فوز زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عامًا، في الانتخابات العامة لمنصب عمدة مدينة نيويورك، بعد حملة انتخابية غير تقليدية استندت إلى الدفاع عن الطبقة العاملة واستثمار حضوره الجذاب في بناء تحالف واسع من المؤيدين والمتطوعين.
من أوغندا إلى نيويورك: مسيرة عالمية وصعود سياسي
وُلد ممداني في أوغندا ونشأ في كيب تاون بجنوب إفريقيا قبل أن ينتقل إلى نيويورك في السابعة من عمره. التحق بمدرسة برونكس الثانوية المرموقة للعلوم، ثم حصل على شهادة في الآداب من كلية بودوين. ينحدر من عائلة أكاديمية وفنية مرموقة، فهو ابن الأستاذ الجامعي محمود ممداني والمخرجة الهندية الشهيرة ميرا ناير، صاحبة أفلام "ميسيسيبي ماسالا" و"زفاف مونسون".
من مغنّي راب إلى سياسي صاعد
قبل دخوله المعترك السياسي، عمل ممداني مستشارًا إسكانيًا ومغني راب تحت الاسم الفني "السيد كارداموم". مسيرته الموسيقية القصيرة كانت مادة دسمة لخصومه الذين سخروا من ظهوره في فيديوهات غنائية جريئة، لكن فريق حملته اعتبر أن تجربة الراب أكسبته الجرأة والثقة بالنفس في التعامل مع الجمهور، وهي صفات ساعدته في مشواره السياسي.
حملة رقمية ذكية ولغات متعددة
استثمر ممداني وسائل التواصل الاجتماعي ببراعة، منتجًا مقاطع فيديو قريبة من الناس بلغات عدة، من بينها الأردية والعربية والبنغالية والإسبانية. أحد مقاطعه الأشهر تناول ما وصفه بـ"تضخّم أسعار الحلال"، حيث جاب شوارع نيويورك محاورًا باعة الأطعمة حول ارتفاع الأسعار وفسّر، وهو يتناول وجبته، كيف تساهم البيروقراطية في زيادة كلفة المعيشة.
بين المليارديرات والطبقة العاملة
ورغم دعم المؤسسات الاقتصادية الكبرى لمنافسه كومو، استطاع ممداني تحويل حملته إلى معركة رمزية بين الطبقة العاملة والمليارديرات. ورأى مراقبون أن فوزه شكّل صفعة للنخب الاقتصادية والسياسية في المدينة، ورسالة قوية حول تغيّر المزاج العام في نيويورك.
مقاتل لا مخادع
براد لاندر، مراقب المدينة الذي نافسه في الانتخابات التمهيدية، علّق على فوز ممداني قائلاً: "الفرق اليوم ليس بين التقدميين والمعتدلين، بل بين المقاتلين والمخادعين. زهران ممداني أثبت أن الدفاع عن أفكار جريئة والسعي لتحقيقها يستحق العناء، وهو نموذج سياسي جديد يُبشّر بالتغيير".
