Publié le 19-05-2025
تعداد 2024 : نسبة الذكور في انخفاض مستمر... ماذا تخفي الأرقام؟
كشف التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024 عن تحولات عميقة في التركيبة الديمغرافية للسكان في تونس، سواء من حيث التوزيع بين الجنسين أو من حيث التركيب العمري.

وأظهرت البيانات أن نسبة الإناث بلغت 50.7% مقابل 49.3% للذكور، وهو ما يؤكد استمرار الفارق البسيط لصالح النساء خلال العقود الأخيرة، حيث لم تنزل نسبة الإناث تحت 50% منذ أكثر من 50 سنة.
أما على مستوى الفئات العمرية، فقد سجلت المعطيات تراجعاً ملحوظاً في نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات، مقابل ارتفاع تدريجي في نسبة السكان فوق سن 60 سنة، ما يدل على تسارع ظاهرة الشيخوخة الديمغرافية في تونس.
وبينما كانت الفئات الشبابية (من 15 إلى 34 سنة) تمثل قاعدة الهرم السكاني في العقود السابقة، بدأت هذه الفئات تشهد انخفاضاً تدريجياً في نسبتها، ما قد يؤثر مستقبلاً على سوق العمل، والتعليم العالي، وحتى على التوازنات المالية للضمان الاجتماعي.
كما تشير البيانات إلى أن الفارق بين نسبة الذكور والإناث يختلف حسب الفئات العمرية، حيث ترتفع نسبة الإناث بشكل أكبر كلما تقدم العمر، وهو ما يمكن ربطه بارتفاع متوسط العمر المتوقع لدى النساء.
تؤكد هذه المؤشرات أن تونس دخلت فعلياً مرحلة التحول الديمغرافي، وهو ما يستوجب سياسات عمومية جديدة في مجالات الصحة، والرعاية، والتشغيل، والتعليم، تُراعي هذه المتغيرات العميقة في هرم السكان.
