Publié le 19-04-2022
لزهر الضاوي ل'' هديل بنت الوكيل '' : إنها لمة عائلية
كعادته كان الشاعر لزهر الضاوي في الموعد ليعلق بطريقته الخاصة على موت الملاك هديل، إبنة الشهيد من الحرس الوطني محمد المرزوقي.

وقال الضاوي :
-*"هديل" بنت الوكيل*-
هديل بنت *الوكيل أول* محمد المرزوقي شهيد الوطن في عملية بنعون الارهابية في اكتوبر 2013 والتي راح ضحيتها عدد من شهداء الحرس الوطني من مجموعة سقراط الشارني..لم يتسن لها ان تعرف أباها أنذاك.. فلربما كان عمرها لا يزيد غن شهر أو شهرين..لا أكثر..
نشأت وترعرعت في اليتم ..وحين سألت عن والدها ربما قالوا لها انه "مسافر"..وربما صارحوها بالحقيقة وقالوا لها انه"شهيد" والشهداء في الجنة"..وانه "وهب روحه فداء للوطن".. فطلبوا منها ان تنشد "حماة الحمى" حتى بحت حنجرتها الصغيرة..ولربما طُلِب منها في أكثر من مرة رفع العلم في ساحة مدرسة الجمهورية بسيدي بوزيد أين كانت تدرس...وربما حلمت بعودته من سفره الأبدي في عديد الليالي..فلما دب اليها اليأس من عودته حولت انتظاراتها الى "دولتها الكسيحة"على أمل ان تعاقب القتلة الذين أراقوا دمه.. لكن دون جدوى ...
ولما حل عامها التاسع وباشرت الدراسة في السنة الثالثة ابتدائي هاج حنينها وشوقها الى والدها الذي تطالعها صورته كل يوم صباح مساء فلم تعد تحتمل فراقه..
اليوم في المدرسة..وداخل القسم خفق قلبها الصغير بقوة على غير العادة...خفق..وخفق.. وخفق قبل أن يتوقف..
هرعت الحماية المدنية...صار الكل يناديها: "هديل..هديل...هديل.."؟؟...لكن هديل لم تعد تجيب أحدا ... لأن قلبها الصغير نقلها الى عالم أخر كانت تهرول فيه بسرعة نحو أبيها الفاتح ذراعيه اليها ليحتضنها بكل حنان الاب الذي حرم من فلذة كبده على مدى تسع سنوات كاملة..هي عمرها!!
الأطباء قالوا "سكتة قلبية".........لكن "هديل بنت الوكيل" والوكيل أب هديل قالا بصوت واحد بلى..بلى ..انها مجرد "لمة عائلية"..!!
فرحم الله هديل..والوكيل..أب هديل.