2025-10-16 نشرت في

سفير عُمان بتونس : ''المرأة والشباب هما عماد المستقبل المزدهر والمستدام للعالم العربي''

 صرّح سعادة الدكتور هلال بن عبد الله السناني، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية التونسية، بمناسبة مشاركة وفد من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة وكلية عُمان للعلوم الصحية في أعمال المؤتمر السادس للتحالف العربي لصحة وطب المراهقين، الذي تستضيفه الجمهورية التونسية خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر 2025م تحت عنوان " من التحديات إلى الحلول: نهج شامل لرفاهية المراهقين% 



سفير عُمان بتونس : ''المرأة والشباب هما عماد المستقبل المزدهر والمستدام للعالم العربي''

وقال سعادته في تصريحه: "إن مشاركة سلطنة عُمان في هذا المؤتمر تأتي تأكيدًا على التزامها الراسخ بدعم المبادرات العربية الهادفة إلى الارتقاء بالصحة العامة وتعزيز رفاهية المراهقين، من خلال تبادل الخبرات بين الدول العربية وتطوير السياسات التعليمية والصحية القائمة على المعرفة والعلم. فالمراهقون يمثلون الثروة البشرية التي تُبنى عليها نهضة الأمم، ورعايتهم تمثل استثمارًا مباشرًا في مستقبل الوطن."

وأضاف سعادته: "إن هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية، والتعاون المستمر في مجالات التعليم والصحة والبحث العلمي، كما تجسد حرص البلدين على توحيد الجهود من أجل تنمية الإنسان العربي وتعزيز مكانته في مجتمعه."

وأكد سعادته أن الاهتمام بالمراهقين وصحتهم لا ينفصل عن الرؤية الوطنية الشاملة التي تنتهجها سلطنة عُمان لبناء الإنسان وتمكينه معرفيًا وصحيًا واجتماعيًا، وقال: "ما يميز التجربة العُمانية في التنمية هو شمولية رؤيتها، إذ يشكّل تمكين المرأة العُمانية أحد أهم محاورها الأساسية.

preview

فالمرأة في سلطنة عُمان شريك فاعل في عملية البناء الوطني، وليست متلقية للسياسات فحسب، بل مساهمة أساسية في صياغة الحاضر وصناعة المستقبل." وأشار سعادته إلى أن يوم المرأة العُمانية الذي تحتفل به السلطنة في 17 أكتوبر من كل عام، يجسد الرؤية الحكيمة للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – الذي خصص هذا اليوم عام 2009 تقديرًا لدور المرأة وإسهاماتها في النهضة المباركة.

وقال: "لقد أصبحت هذه المناسبة الوطنية فرصة لتجديد العهد على مواصلة دعم المرأة وتمكينها في مختلف الميادين، وهي اليوم ركيزة أساسية في مسيرة النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه."

وأضاف سعادته: "في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان، تواصل السلطنة سياستها الثابتة في تعزيز مشاركة المرأة في التنمية المستدامة.

وقد أكد جلالته في خطابه السامي بتاريخ 23 فبراير 2020 أن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، وأن المرأة تتمتع بحقوقها التي كفلها القانون وتعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل في مختلف المجالات، خدمة لوطنها ومجتمعها."

كما أشار السفير إلى كلمة السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية – حفظها الله – في يوم المرأة العُمانية لعام 2023، حين قالت: "إنّ السابع عشر من أكتوبر في كل عام يأتي ليجدد فخرنا واعتزازنا بالمرأة العُمانية، التي أثبتت بتفانيها وعزيمتها أن النجاح لا يعرف حدودًا، وأن بصمتها اللامعة تظهر في كافة المجالات، لتكون شعلة مضيئة في مسيرة النهضة الشاملة لوطننا العزيز."

preview

وتابع سعادته: "هذه الكلمات تلخص النهج العُماني الذي يضع الإنسان – رجلًا كان أو امرأة – في صميم التنمية. فالمرأة العُمانية اليوم ليست فقط شريكة في الطريق، بل صانعة قرار ومحرك رئيسي لعجلة التطور الوطني." وأشار سعادته إلى أن الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات جوان 2024م، تؤكد هذا الدور المتنامي للمرأة، حيث بلغ عدد العُمانيات العاملات في القطاع الحكومي (15 سنة فأعلى) 100,450 موظفة، وعددهن في القطاع الخاص 119,593 عُمانية، وفي القطاع الأهلي والعائلي 1,018,064 عُمانية،

فيما بلغت نسبة الإناث العاملات في الصناعات الحرفية 57%، ما يعكس حضورًا واسعًا للمرأة في مختلف قطاعات العمل والإنتاج الوطني. وأكد سعادته أن رؤية عُمان 2040 أرست هذا التوجه، وجعلت مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين ركنًا أساسيًا في بناء اقتصاد تنافسي ومجتمع مشارك ودولة مؤسساتية حديثة،

وقال: "لقد وضعت الرؤية الوطنية المرأة في قلب خطط التنمية، ليس كمستفيدة فحسب، بل كشريك في صناعة القرار والمستقبل، وهو ما جعل التجربة العُمانية نموذجًا رائدًا في تحقيق التوازن بين الأصالة والتحديث، وفي دمج المرأة في كل مجالات التنمية."

واختتم سعادته تصريحه بالقول: "إن مشاركة الكفاءات العُمانية من الجنسين في المحافل الإقليمية والعربية والدولية، ومنها هذا المؤتمر في تونس، تجسد التزام سلطنة عُمان بتعزيز الدبلوماسية العلمية والصحية، وترسخ مكانتها كدولة تؤمن بأن التنمية تبدأ من الإنسان، وأن المرأة والشباب هما عماد المستقبل المزدهر والمستدام لعُمان والعالم العربي."


في نفس السياق