2025-10-14 نشرت في
سكري النوع الخامس: مرض غامض يصيب 25 مليون شخص حول العالم...شنوا حكايتوا ؟
بعد عقود من الغموض والتشخيص الخاطئ، أصبح نوع من السكري يُعرف رسميًا باسم "السكري من النوع الخامس"، وهو يؤثر على نحو 20 إلى 25 مليون شخص حول العالم، مع تركيز كبير في مناطق آسيا وأفريقيا.
لم يُكتشف هذا النوع حديثًا، بل تعود أولى ملاحظاته إلى أكثر من سبعين عامًا، عندما لاحظ الطبيب البريطاني فيليب هيو-جونز في جامايكا أن بعض مرضاه لا تنطبق عليهم خصائص السكري المعروف، وأطلق عليه حينها اسم "النوع J" نسبة إلى جامايكا. ومع مرور الوقت، غاب هذا التصنيف عن الاهتمام حتى إعادة اكتشافه عبر دراسة حديثة في إفريقيا كشفت عن عدد كبير من المرضى لا ينطبق عليهم النوعان الأول والثاني من السكري.
ما يميز سكري النوع الخامس هو أن أسبابه تختلف جذريًا عن الأنواع الأخرى. فهو يرتبط بسوء التغذية المزمن خلال مرحلة الطفولة المبكرة، مما يؤدي إلى إضعاف دائم في خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، بخلاف النوع الأول الناتج عن هجوم مناعي على البنكرياس، والنوع الثاني المرتبط بمقاومة الإنسولين.
جاء الاهتمام بهذا النوع بعد دراسة "بداية السكري في سن الشباب في إفريقيا جنوب الصحراء" (YODA)، التي نشرتها مجلة "لانسيت"، حيث أظهرت أن حوالي ثلثي المشاركين في الدراسة يفتقرون إلى المؤشرات المناعية الخاصة بالنوع الأول، بينما ينتجون كميات صغيرة من الإنسولين أقل من المعتاد في النوع الثاني.
علاج السكري من النوع الخامس يحتاج إلى عناية خاصة، إذ أن إعطاء الإنسولين وحده قد يكون خطرًا إذا لم يصاحبه تغذية كافية، ما يشكل تحديًا كبيرًا في المناطق الفقيرة التي ينتشر فيها هذا النوع.
هذا الاكتشاف الجديد يعيد تشكيل فهمنا للسكري ويبرز الحاجة إلى استراتيجيات علاجية مخصصة، مع التركيز على التغذية والرعاية المبكرة للأطفال في المناطق المعرضة.
