2025-10-14 نشرت في
عاجل-المغرب: عودة المظاهرات من جديد
أعلنت حركة الشباب المغربية "جيل زد 212" (GenZ 212) في بيان صدر الإثنين عبر منصتها على تطبيق ديسكورد، عن استئناف المظاهرات السلمية يوم السبت المقبل في عدد من مدن المملكة المغربية، بعد توقّف مؤقت دام نحو أسبوع، عقب انطلاق حركتها الاحتجاجية في أواخر شهر سبتمبر.

خلفية النشأة والسياق: انبثقت هذه الحركة في منتصف سبتمبر من نقاشات شبابية على ديسكورد حول تدهور الخدمات العمومية في مجالي الصحة والتعليم، قبل أن تتحوّل إلى موجة غضب واسعة إثر وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بمدينة أكادير نتيجة مضاعفات بعد عمليات قيصرية.
ويحمل الرمز «212» دلالة على رمز الاتصال الدولي للمغرب، في حين يُشير «جيل زد» إلى الجيل المولود في العصر الرقمي. وتتميّز الحركة بـغياب القيادة المركزية واعتمادها على تنظيم أفقي وتنسيق عبر المنصات الرقمية.
المطالب الأساسية: شمل بيان الحركة مجموعة من المطالب أبرزها:
– الحق في تعليم جيد وصحة لائقة للجميع؛
– مكافحة الفساد بكل أشكاله؛
– الإفراج الفوري عن معتقلي الرأي المشاركين في الاحتجاجات السلمية؛
– الدعوة إلى حملة مقاطعة اقتصادية لمنتجات لم يُكشف عنها بعد.
وتهدف الحركة من خلال هذه المطالب إلى توسيع المشاركة الشعبية لتشمل الشباب والمواطنين عمومًا، لا الطلبة فقط.
التعليق المؤقت واندلاع المواجهات: أعلنت الحركة الأسبوع الماضي تعليق تحركاتها مؤقتًا بعد أسبوعين من الاحتجاجات اليومية، إلا أنّ بعض المدن شهدت مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن، أسفرت رسميًا عن ثلاثة قتلى.
وبرّرت الحكومة المغربية استخدام القوة بأنه جاء ردًّا على اعتداءات استهدفت مراكز للحرس الملكي في منطقة أكادير.
موقف السلطات وردّ الفعل الرسمي: أكّدت الحكومة يوم الخميس انفتاحها على الحوار مع المحتجين، بينما اشترطت حركة «جيل زد» استقالة الحكومة قبل أي نقاش رسمي.
وفي خطاب الجمعة، دعا الملك محمد السادس إلى تسريع برامج التنمية، والتركيز على تشغيل الشباب وإصلاح قطاعي الصحة والتعليم، مؤكّدًا ضرورة تقليص الفوارق الجهوية، دون أن يُشير مباشرة إلى الحركة الاحتجاجية.
التحديات والآفاق المستقبلية: يجسّد حراك «جيل زد 212» تراكم الإحباط الاجتماعي وفقدان الثقة في المؤسسات في ظلّ استمرار أزمات الصحة والتعليم، وارتفاع البطالة، وتفشّي الفساد، في وقت تُخصّص فيه الدولة ميزانيات ضخمة لمشاريع مرتبطة بمونديال 2030 على حساب الخدمات الاجتماعية.
ويكمن التحدي الأكبر أمام الحركة في الحفاظ على سلميتها ووحدتها وتجنّب الانزلاق نحو العنف، مع السعي إلى إقناع السلطات بالتحاور الجدي وتنظيم مطالبها في إطار واضح.
ومن المرجّح أن يشكّل اختيار يوم السبت لتنظيم المظاهرات خطوة لتوسيع المشاركة الشعبية وتقليل مخاطر الصدامات الليلية، بينما تبقى استجابة الحكومة وقدرة الحركة على تحويل شعاراتها إلى واقع موضع ترقّب من الجميع.
يُعدّ هذا النداء الجديد محطة فارقة في مسار «جيل زد 212»، بين نضوج الوعي الشبابي ورغبة جيل جديد في اختبار حدود الإصلاح والحوار في المغرب.