أزمة بيئية خطيرة: ماذا يحدث في المنطقة الصناعية بغنّوش؟

تسبّبت غازات صناعية من المنطقة الصناعية بقابس ليلة الثلاثاء-الأربعاء في إصابة أكثر من 30 مواطنًا ومواطنة من غنّوش بالإختناق، ما استدعى نقلهم إلى مركز الصحة الأساسية بالجهة لتلقي الإسعافات الضرورية، وفق ما أورد بيان صادر عن المجلس المحلي بغنّوش.

وندد المجلس المحلي بما وصفه بـالانتهاكات البيئية الخطيرة في المنطقة، مؤكدًا أنها تعرّض حق المواطنين في العيش ببيئة سليمة وصحية للخطر وتشكل خرقًا للدستور والمواثيق الدولية. وأشار البيان إلى أن استمرار هذه التجاوزات يُعرّض حياة الأطفال وكبار السن والمرضى إلى الخطر.

وحمل المجلس الشركات الصناعية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مطالبًا بـفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسببين، والزام المؤسسات الصناعية باحترام المعايير البيئية والصحية. كما طالب بإعلان نتائج البحث المتعلق بحادثة مماثلة وقعت في أفريل 2024.

ودعا المجلس إلى حل جذري للملف البيئي بتنفيذ القرارات السابقة، بما في ذلك تفكيك الوحدات الملوثة، واعتماد بدائل إنتاج نظيفة، وإنشاء لجنة جهوية مشتركة تضم المجتمع المدني والخبراء لمتابعة الوضع البيئي والصحي بصفة دورية.

كما شدد المجلس على ضرورة ترقية مركز الصحة الأساسية بغنّوش إلى مستشفى محلي وتزويده بالإمكانيات المادية والبشرية للتعامل مع حالات الطوارئ الناتجة عن التلوث الصناعي، إلى جانب إطلاق برنامج وطني للعدالة البيئية بولاية قابس، وتعميم محطات مراقبة الهواء ونشر نتائجها بشفافية، وتخصيص صندوق للتعويضات للمتضررين من التلوث، بتمويل من الشركات الملوثة.

يُذكر أن حوادث الإختناق الناتجة عن الغازات الصناعية تكررت في السنوات الأخيرة في مناطق مثل بوشمة وشاطئ السلام، وهو ما يجعل من حادثة ليلة أمس بغنّوش حدثًا بيئيًا صحيًا خطيرًا يتطلب تدخلًا عاجلًا.

في نفس السياق