2025-07-30 نشرت في
تمّ توجيهك الى شعبة مش عاجبتك؟ اسمع رأي المختصّ قبل ما تندم
مع صدور نتائج الدورة الرئيسية لمناظرة التوجيه الجامعي يوم الجمعة 1 أوت، يجد عدد من الناجحين في البكالوريا أنفسهم في مواجهة نتائج لم تكن على قدر تطلّعاتهم.

البعض لم يُعيَّن في الشعب التي اختاروها، والبعض الآخر تلقّى توجيهًا بعيدًا عن رغباته أو طموحاته، ما قد ينعكس على حالتهم النفسية ويُشعرهم بالإحباط أو الفشل. لكن، كما أكد مستشار التوجيه الجامعي محمد بشير الهيشري في تدخّله على الإذاعة الوطنية، "هذا لا يعني نهاية الطريق، فباب التدارك لا يزال مفتوحًا، لكن بشروط ووعي واقعي."
لا توجيه فاشل... بل اختيارات غير واقعية
شدّد الهيشري على أن التوجيه الجامعي لا يمكن النظر إليه كعملية معزولة عن المسار الدراسي الكامل، بل هو ثمرة لمسار يبدأ منذ الإعدادي ويُبنى على معرفة الذات والميولات، وليس فقط على المعدّل أو الضغط الاجتماعي.
وأكّد أن فشل التوجيه غالبًا ما يكون نتيجة تعمير بطاقة الاختيارات بالمشاعر أو التأثر بما يُقال على صفحات التواصل الاجتماعي دون الرجوع إلى المختصين في التوجيه. وأضاف: "علم التوجيه هو فرع من علم النفس، والمستشارون مؤهّلون لمرافقة التلاميذ علميًا وبشكل موضوعي في اختياراتهم."
دورة التدارك: فرصة ثانية… لكن بشروط
فيما يخص دورة إعادة التوجيه، التي ستُفتح بين 11 و15 أوت 2025، أوضح الهيشري أنها تمثل فرصة للتلاميذ الذين لم يتحصلوا على تعيين أو لم يرضَوا عن نتائجهم لأسباب شخصية، صحية أو اجتماعية، إضافة إلى التلاميذ من ذوي المواهب الخاصة الذين يملكون ملفات تدعم اختياراتهم.
لكن ما يميز هذه الدورة هو أنها تسمح باختيار واحد فقط، ما يفرض على التلميذ أن يكون واقعيًا ومدروسًا في طلبه. يجب عليه أن يعود إلى دليل التوجيه ويُقارن معدّله بـ"آخر موجّه" إلى الشعبة التي ينوي طلبها، حتى لا يُكرر نفس الخطأ.
لا شعب جامعية "خايبة" وأخرى "باهية"
في رسالة موجهة للتلاميذ والأولياء، شدّد الهيشري على أن لا وجود لشعب جامعية جيّدة وأخرى سيئة، بل هناك اختصاصات تتوافق مع ميولات التلميذ، إمكانياته ومشروعه المهني والشخصي.
وقال: "مش لازم تكون مهندس ولا طبيب باش تنجح، تنجم تلقى روحك وتنجح وتبدع في اختصاصات أخرى إذا اخترتها عن قناعة."
نصيحة أخيرة: الواقعية مفتاح النجاح
ختم الهيشري مداخلته بدعوة كل التلاميذ إلى التفكير العقلاني عند تعبئة بطاقة إعادة التوجيه، وتجنّب المطالب غير الواقعية مثل إعادة طلب شعبة طبية بمعدّل لا يفي بشروطها. ودعاهم أيضًا إلى استشارة المستشارين في المؤسسات التربوية والتفاعل معهم دون خجل أو تردّد، قائلا: "باب التدارك موجود، لكن المفتاح بيدك... وهو الواقعية."