2025-07-16 نشرت في
ديار جدودنا كانت تبرد، توا ديارنا تغلي... علاش؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت شكوى التونسيين من ارتفاع درجات الحرارة داخل منازلهم أكثر شيوعًا، حتى في الفترات التي كانت تُعتبر معتدلة في السابق. فما الذي تغيّر؟ ولماذا لم تعد المنازل التونسية توفر البرودة كما كانت تفعل سابقًا؟

تغيّر المناخ.. موجات حرّ غير مسبوقة
أحد الأسباب الرئيسية هو التغيّر المناخي، حيث أصبحت تونس تسجّل موجات حرّ أطول وأشد حرارة مقارنة بالعقود الماضية. هذه الظاهرة أدّت إلى ارتفاع درجات الحرارة الخارجية بشكل غير مسبوق، ما جعل المنازل بدورها تتأثر وتخزن حرارة أكبر لفترات أطول.
البناء العصري... أكثر عرضة للسخونة
في الماضي، كانت المنازل تُشيَّد بمواد تقليدية مثل الحجارة والطين، والتي توفر عزلاً طبيعياً للحرارة، كما كانت تتميز بأسقف عالية ونوافذ موجهة بشكل ذكي يسمح بمرور الهواء. أما اليوم، فإن البناء العصري يعتمد على الإسمنت والجدران الرقيقة، وغالبًا ما يُهمل الجانب المتعلق بالعزل الحراري. هذه المواد الحديثة تمتص الحرارة وتحتفظ بها، مما يجعل المنازل أكثر سخونة خصوصًا خلال الصيف.
ضعف التهوية وتغيّر التصميمات
إلى جانب مواد البناء، فإن تصميم المنازل الحديثة يُغفل أحيانًا أهمية التهوية الطبيعية. فالمنازل القديمة كانت تعتمد على نوافذ متقابلة وساحات داخلية تسمح بتجديد الهواء، في حين أن التصاميم الحالية تميل إلى الانغلاق أكثر، ما يمنع تجدد الهواء ويزيد من احتباس الحرارة.
نوافذ واسعة... لكنها تسرّب الحرارة
كثير من المنازل الحديثة تعتمد على نوافذ واسعة وزجاج شفاف دون استعمال الزجاج العازل أو الستائر الخارجية الواقية من الشمس، ما يسمح بدخول أشعة الشمس وتسخين الفضاء الداخلي للمنازل طوال اليوم.
ما الحلّ إذن؟
لمواجهة هذا الواقع، يُنصح بـ:
- استخدام العزل الحراري للجدران والأسقف عند البناء أو الترميم
- اعتماد التهوية الطبيعية عند تصميم المنازل أو على الأقل تحسين دوران الهواء
- استخدام ستائر خارجية أو أفلام عاكسة للحرارة على النوافذ
- زراعة الأشجار حول المنازل لتوفير الظل وتقليل درجة الحرارة
- اختيار ألوان فاتحة للجدران الخارجية لتقليل امتصاص الحرارة