2025-07-07 نشرت في

الضيف الثقيل يُتعبنا أكثر من حرّ الصيف... 3 أيام كافية، والبقية احتلال!

في ثقافتنا التونسية، ما زال "الضيف" يُعامل على أنه زائر مبجّل، وصاحب فضل، ومصدر بركة…لكن، دعونا نكون صريحين: هذا الضيف الذي يأتي بلا موعد، ويبقى بلا نهاية، لم يعد محبوبًا، ولا مرحّبًا به.



الضيف الثقيل يُتعبنا أكثر من حرّ الصيف... 3 أيام كافية، والبقية احتلال!

نحن نعمل طوال السنة، نُصارع الضغوط، ونتحمل المشاق، ونحلم بفصل صيف هادئ، نسترجع فيه أنفاسنا داخل منازلنا، نرتدي ما يوفر لنا الراحة، ونعيش لحظاتنا البسيطة دون حساب. لكن، وفجأة، يظهر "الزائر الموسمي"... ذاك الذي يأتي بلا سابق إعلام، ويقرر أن يُقيم معنا.

هو لا يسأل: هل يناسبكم وقتي؟
لا يهتمّ: هل أنتم في عطلة أم في عمل؟
ولا يفكر: هل ضيافتي خفيفة، أم تحوّلت إلى عبء؟
بل يدخل، يبتسم، ويقول: "جيت نتفقد الأحباب"... ثم يتحول "التفقد" إلى إقامة مفتوحة!

أيها الضيف العزيز – نعم، لازلت عزيزًا ما دمت خفيفًا
نحن لا نرفض الزيارة، بل نرفض الفوضى.
نرفض أن تُكسر خصوصيتنا باسم صلة الرحم.
نرفض أن يُنهكنا واجب الضيافة في وقت لا يسمح إلا بالتقاط الأنفاس.

حدد موعد زيارتك، وحدد تاريخ مغادرتك، الزيارة التي تتجاوز ثلاثة أيام، دون ضرورة، تصبح استيطانًا مؤقّتًا، لا ضيافة كريمة.

نحن شعب يُقدّر من يراعيه، ويستقبل من يحترمه، لكننا – بصراحة – تعبنا من "الضيف الركيك"، ذاك الذي لا يفرّق بين الودّ والتطفل، ولا بين القرب والمبالغة.

في الصيف، وفي كل الفصول:
لا مرحبًا بمن لا يُراعي وقت الناس، ولا يقدّر تعبهم، ولا يفهم أن لكل بيتٍ أبوابًا تُفتح... ثم تُغلق.


في نفس السياق




آخر الأخبار