2025-07-05 نشرت في
الخبير حمدي حشّاد يُحذّر: اللي شفناه اليوم في باريس، ينجّم يصير على تونس''
حذّر الخبير البيئي والمختص في الشأن المناخي حمدي حشاد من تفاقم ظاهرة "الجزيرة الحرارية الحضرية" في تونس، مشيرًا إلى أنّ ما وثّقته الأقمار الصناعية فوق باريس قد يتحوّل إلى واقع مشابه في المدن التونسية إذا لم تُتخذ الإجراءات العاجلة.

وأكد حشاد، في تدوينة مرفقة بصورة التقطها القمر الصناعي ECOSTRESSيوم 1 جويلية 2025، أنّ درجات حرارة سطح الأرض في باريس بلغت مستويات مقلقة في ساعة مبكرة من الصباح (06:57)، رغم أنها ليست ذروة النهار. وقد سجّلت مناطق وسط المدينة حرارة تصل إلى 28 درجة مئوية، في حين كانت المساحات الخضراء كـ"Bois de Boulogne" أكثر برودة، بدرجات تقترب من 15 درجةفقط.
وكشف حشاد أنّ هذا الفرق الحراري الحاد بين المناطق المبنية والمناطق الطبيعية يُجسّد ظاهرة الجزيرة الحرارية، حيث تسجّل المدن حرارة أعلى من محيطها الريفي بفعل غياب المساحات الخضراء وكثرة البنايات والأسفلت.
وأوضح أنّ تونس ليست بمعزل عن هذا التهديد، خاصة في العاصمة ومناطق حضرية مثل صفاقس، سوسة ونابل، التي تشهد توسّعًا عمرانيًا عشوائيًا ساهم في رفع حرارة الوسط الحضري، مع احتباس الحرارة حتى خلال ساعات الليل، وهو ما يُفاقم الضغط على الشبكات الكهربائية ويزيد من المخاطر الصحية، خاصة على الفئات الهشّة.
وأشار حشاد إلى دراسة سابقة أعدّتها الوكالة الوطنية لحماية المحيط سنة 2022، أثبتت أن وسط العاصمة (باب سعدون، لافيات، مونبليزير...) يسجّل درجات حرارة أعلى بـ3 إلى 5 درجات مقارنة بالمناطق المحيطة مثل مرناق وسيدي ثابت، مرجّحًا السبب إلى غياب التوازن بين البناء الكثيف والمحيط الأخضر.
ودعا الخبير البيئي إلى إعادة النظر في التخطيط العمراني في تونس، معتبرا أنّ الصورة الحرارية المأخوذة من باريس ليست مجرد وثيقة علمية بل "دعوة عاجلة" لتحرّك سياسي وبلدي فوري.
وشدّد على أنّ الإجراءات التي قد تبدو بسيطة مثل التوسّع في المساحات الخضراء، وتوجيه البلديات لتحسين الغطاء النباتي وتشجيع البناء البيئي، أصبحت ضرورة ملحّة لمجابهة تغيّر المناخ وليس مجرّد ترف.
وختم حشاد بالقول: "ما نراه اليوم من باريس قد نراه غدًا من تونس... إذا لم نتحرّك الآن".