2025-06-25 نشرت في
شنوّا سرّ عرايس السكر؟ حكاية مزيانة في كل دار نابلية
مع اقتراب رأس السنة الهجرية، تتزين شوارع مدينة نابل بألوان الفرح وعبق الماضي، حيث تعود إلى الواجهة واحدة من أقدم العادات التونسية وأكثرها سحرًاوهي عرائس السكر.

هذه الدمى المصنوعة يدويًا من السكر الملوّن ليست مجرد حلوى، بل هي رمز فرح وتقاليد متجذّرة توارثها أهل نابل منذ عقود، وربما قرون. تصنع العرائس بأشكال مختلفة، من الفتيات المزينة بالتاج والفساتين، إلى شخصيات خيالية وأخرى حديثة ترضي خيال الأطفال.
ويقول الحرفيون إن هذه العادة تعود إلى أصول قديمة انتقلت من صقلية أو قيروان إلى نابل، وارتبطت مع مرور الوقت باحتفالات السنة الهجرية التي لا تكتمل دون "العروسة" و"مثرد راس العام"، وهو طبق الكسكسي المزين بالمكسرات والحلوى.
ورغم ارتفاع أسعار المواد الأولية، وخاصة السكر، يصرّ الصناع التقليديون على الحفاظ على هذه الحرفة، لما تمثّله من قيمة تراثية وثقافية. وتقول إحدى البائعات بسوق نابل: "العروسة موش كان للأطفال، برشا كبار يشريوها للحنين".
وتشهد المدينة مع اقتراب المناسبة حركة تجارية وانتعاشًا سياحيًا، خاصة مع تنظيم مهرجان سنوي يحتفي بالحرفة ويعرض أروع تصاميم العرائس.
هكذا تحوّلت عرائس السكر من مجرد حلويات إلى مرآة لذاكرة جماعية تعكس دفء العائلة التونسية وتشبّثها بجذورها، في كل سنة هجرية جديدة.