2025-06-24 نشرت في
علماء فرنسيون يكتشفون فصيلة دم ''فائقة الندرة''
في إنجاز طبي غير مسبوق، أعلن علماء فرنسيون عن اكتشاف فصيلة دم جديدة وفائقة الندرة لدى امرأة تنحدر من جزيرة غوادلوب في منطقة الكاريبي، وذلك بعد سنوات من التحليل والفحوص الدقيقة.

وبحسب ما أوردته مؤسسة الدم الفرنسية، فقد تم الاعتراف رسميًا بهذه الفصيلة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم "غوادا سالب" (GuadaSal)، من قبل الجمعية الدولية لنقل الدم (ISBT) خلال اجتماعها في ميلانو مطلع جوان الجاري، وفق ما نشرته مجلة "نيوزويك".
قصة الاكتشاف بدأت منذ عام 2011
تعود بداية القصة إلى عام 2011 عندما احتاجت السيدة، التي كانت تبلغ آنذاك 54 عامًا، إلى نقل دم عاجل، لكن الأطباء فشلوا في العثور على متبرع متوافق. وأثناء الفحوص، لاحظ العلماء وجود جسم مضاد غير مألوف في دمها، ما أثار الشكوك حول وجود فصيلة نادرة للغاية.
لكن نتيجة نقص الموارد والإمكانيات آنذاك، لم يتم التوصل إلى نتيجة حاسمة. وفي عام 2019، أُعيد فتح الملف، ومع تطور تقنيات التحليل الجيني، تم استخدام "تسلسل عالي الدقة للحمض النووي" الذي كشف عن وجود طفرة جينية فريدة أدّت إلى تصنيف فصيلة الدم الجديدة.
الوراثة وراء الندرة
وأكد تييري بيرارد، عالم الأحياء الطبية في مؤسسة الدم الفرنسية وأحد المشاركين في الاكتشاف، أن هذه الفصيلة النادرة تم توارثها من والدَي السيدة، اللذَين كانا يحملان الطفرة الجينية نفسها.
أهمية هذا الاكتشاف الطبي
تُعد فصائل الدم عنصراً أساسياً في سلامة عمليات نقل الدم وزراعة الأعضاء، كما أنها تساهم في فهم بعض الأمراض الوراثية والمخاطر الصحية المحتملة. وتُبرز هذه الحالة أهمية الاستثمار في الأبحاث الجينية الدقيقة لتعزيز فرص العلاج وإنقاذ الأرواح.
ويُذكر أن أول تصنيف لفصائل الدم تم في أوائل القرن العشرين على يد العالم كارل لاندشتاينر، الحاصل على جائزة نوبل عام 1930، ليشكّل بذلك حجر الأساس في علم نقل الدم الحديث.