صدمة في قطاع الهندسة: 95% من مهندسي الإعلامية يغادرون تونس بحثًا عن فرص أفضل!

دعا عميد المهندسين التونسيين، محسن الغرسي، إلى إعادة الاعتبار لدور المهندس كمحرّك للتنمية ومساهم رئيسي في الاقتصاد الوطني، مشدّدا على ضرورة تمكينه من موقع فعلي في دوائر القرار، بالنظر إلى ما يقدّمه من حلول عملية في مختلف القطاعات.

وخلال زيارة أداها اليوم الجمعة إلى ولاية المنستير، أكد الغرسي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن عمادة المهندسين مستعدة للتعاون مع الدولة من أجل الحد من هجرة الكفاءات الهندسية، مشيرًا إلى أن نحو 40 بالمائة من المهندسين يهاجرون سنويًا، وترتفع النسبة إلى 90 و95 بالمائة في اختصاص الإعلامية.

تفعيل منحة فيفري 2021

وأكد الغرسي على أهمية تفعيل الاتفاقيات المبرمة، خاصة اتفاق فيفري 2021 المتعلّق بالمنحة الخصوصية للمهندسين، والذي أُقرّ في اجتماع لمجلس الأمن القومي سنة 2018، لكنه لم يُطبّق سوى جزئيًا، حيث استفاد منه الأساتذة الجامعيون والأطباء، إضافة إلى مهندسي 94 مؤسسة عمومية فقط، دون أن تشمل بقية المهندسين في المؤسسات والمنشآت العمومية وعددها 274، مما خلق ما وصفه بـ"تمييز غير مبرّر".

ودعا الغرسي رئاسة الحكومة إلى التدخل السريع لتفعيل الاتفاق وتمكين جميع المهندسين من حقوقهم، مؤكدًا أن الاعتمادات المالية للمنحة مرصودة ضمن ميزانية الدولة.

كما طالب بتحسين أوضاع المهندسين في القطاع الخاص، معتبرا أنه من الضروري أن لا يقلّ راتب المهندس الخاص عن نظيره في الوظيفة العمومية.

مشاريع وبرامج واعدة

وأشار عميد المهندسين إلى أن المكتب الجديد بالعمادة يشتغل على عشرة محاور رئيسية، تشمل الجوانب المادية والمعنوية، إضافة إلى إعداد برنامج خاص بالمهندسين بالخارج، خاصة من يشغلون مناصب عليا في شركات وإدارات دولية مرموقة.

وفي إطار تحديث عمل العمادة، أعلن الغرسي عن مشروع إحداث مكتبة رقمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، على أن تكون ولاية تطاوين منصة لانطلاقة هذا المشروع النموذجي.

جودة التكوين الهندسي

وختم الغرسي تصريحه بالتأكيد على حرص العمادة على الحفاظ على جودة التكوين الهندسي في تونس وفق المعايير العالمية، مذكّرًا بإعداد "الكتاب الأبيض" بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، والذي دخل حيّز التطبيق في أغلب مدارس الهندسة، باستثناء ثلاث مؤسسات من أصل 29.

في نفس السياق