2025-06-06 نشرت في

هل نحمي صغارنا من مشهد الذبح... أم نعلّمه معنى القربان؟

مع حلول عيد الأضحى، تتكرر كل سنة تساؤلات الأولياء: هل يمكن للأطفال مشاهدة نحر الأضحية؟ وهل لهذا المشهد تأثير سلبي على نفسيتهم؟ بين الرغبة في نقل العادات الدينية، والخوف من صدمة نفسية، تتباين الآراء وتختلف المواقف.



هل نحمي صغارنا من مشهد الذبح... أم نعلّمه معنى القربان؟

من الناحية الدينية، لا يوجد ما يمنع حضور الطفل لمشهد الأضحية، لكن يُشترط أن يكون في سن يميّز فيه بين الشعائر الدينية والعنف، وأن يُفسَّر له المعنى الحقيقي للأضحية باعتبارها قُربة إلى الله، وتذكيرًا بقصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.

لكن من الناحية النفسية، يُحذّر مختصون من تعريض الأطفال، خصوصًا دون سن السابعة، لمشهد الذبح دون تمهيد وتفسير، لأنهم قد يربطون المشهد بـالخوف أو القسوة، خاصة إذا لم يتم شرحه لهم في إطار ديني تربوي مناسب.

أطباء النفس يرون أن بعض الأطفال قد يُظهرون اضطرابات آنية مثل الأرق، الكوابيس، أو فقدان الشهية، في حال شاهدوا عملية الذبح بشكل فجئي أو دون استعداد نفسي.

الحل؟ الاعتدال هو الخيار الأمثل. يمكن شرح رمزية الأضحية بلغة مبسطة، وإشراك الطفل في الأجواء الإيمانية والاجتماعية للعيد مثل مساعدة العائلة، توزيع اللحم، والتكافل، دون ضرورة حضوره الكامل لمشهد النحر.

كما يُنصح بتفادي تصوير مشاهد الذبح ونشرها على مواقع التواصل، لأنها قد تُسبب صدمة نفسية للأطفال الآخرين، أو تولّد مشاعر النفور من طقس ديني عميق المعنى.

في النهاية، تبقى التربية الدينية السليمة قائمة على الحكمة والتدرّج، ومراعاة خصوصية كل طفل. فالأضحية رسالة روحية قبل أن تكون مشهدا بصريًا، وأهم ما يمكن أن يعيشه الطفل في العيد هو المعنى لا المشهد.


في نفس السياق