تقرير دولي: الإصابات بالإيدز ترتفع بشكل مقلق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

حذّرت منظمة "فرونت لاين إيدز" (Frontline AIDS) في تقرير حديث من اقتراب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أزمة صحية خطيرة، تتمثّل في تفشّي وباء إقليمي لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، إذا لم تُتّخذ إجراءات عاجلة وفورية للحد من انتشار الفيروس.

ووفقًا للتقرير الصادر تحت عنوان "تقرير الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والمساءلة: منظور مجتمعي متعدد البلدان 2025"، شهدت مصر وحدها ارتفاعًا غير مسبوق في الإصابات الجديدة بنسبة 609% منذ عام 2010، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع التراجع العالمي في عدد الإصابات بنسبة 39% خلال نفس الفترة.

نقص التمويل... والوصم الاجتماعي يعمّقان الأزمة

أوضح التقرير أن ضعف الإرادة السياسية ونقص التمويل الكافي من أبرز الأسباب التي تعيق مكافحة الفيروس في المنطقة، مضيفًا أن المنطقة لم تحصل سوى على 1% فقط من التمويل العالمي المخصّص لمكافحة الإيدز في عام 2023، مما يعني أنها تعمل بـ15% فقط من التمويل اللازم لاستجابة فعّالة، في ظل فجوة تمويلية تُقدّر بـ85%.

كما سلط التقرير الضوء على الوصمة المجتمعية والتمييز ضد الفئات الأكثر عرضة، مثل الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، والمتحولين جنسيًا، والعاملين في مجال الجنس، ومتعاطي المخدرات بالحقن، والسجناء، مؤكدًا أن هذه العوامل، إلى جانب القوانين القمعية السائدة في بعض البلدان، تعيق بشكل كبير وصول هذه الفئات إلى خدمات الوقاية والعلاج.

الشباب في مرمى الخطر

وتكمن الخطورة أيضًا في أن ما يقارب 20% من الإصابات الجديدة في المنطقة سُجّلت بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، ما يعكس ضعف الوعي المجتمعي ونقص برامج التثقيف الجنسي والصحي.

دعوة إلى تحرّك عاجل

رغم بعض الخطوات الإيجابية في بلدان مثل المغرب ولبنان وتونس، في مجالات مثل الاختبار الذاتي وخدمات الحد من المخاطر، إلا أن التقرير شدد على أن المنطقة ككل مهددة بانفجار وبائي ما لم تُبادر الحكومات بدعم الجهود المجتمعية، وتعزيز برامج الوقاية، ورفع الحظر عن الفئات المهمشة.

ودعت "فرونت لاين إيدز" إلى استجابة إقليمية منسّقة، ترتكز على زيادة التمويل، وإلغاء السياسات التمييزية، وتوسيع نطاق التوعية والخدمات الصحية، لحماية ملايين الأرواح من خطر العدوى.

في نفس السياق