2025-05-15 نشرت في
النوم المبكر.. سر الصحة النفسية والسعادة عند الأطفال
60% من مشاكل القلق والتوتر لدى الأطفال سببها نمط نوم غير صحي، وفق ما تؤكده الدراسات الحديثة، في وقت يغفل فيه كثير من الآباء والأمهات هذه العلاقة الخفية بين النوم وجودة الحياة النفسية للطفل. فالنوم لم يعد مجرد روتين ليلي، بل تحوّل إلى مفتاح حيوي لتوازن الطفل العقلي والعاطفي، خاصة في ظل العصر الرقمي المتسارع الذي غيّر الكثير من العادات اليومية، وعلى رأسها موعد النوم.

فلم يعد من المستغرب أن يسهر الأطفال أمام الشاشات حتى ساعات متأخرة، يلاحقون الألعاب والفيديوهات والمحتويات الجذابة، بينما يفقد جسمهم في المقابل فرصته الذهبية للراحة والنمو السليم.
العلم يؤكد: النوم المبكر ضرورة وليس رفاهية
الدكتورة رويدا الحسيني، أستاذة طب نفس الطفل، تكشف في حديثها أن النوم المبكر يؤثر مباشرة على الحالة النفسية للأطفال، ويساهم في تعزيز المناعة النفسية لديهم، وتحقيق نمو بيولوجي متوازن. وتشير إلى أن النوم المبكر يتيح للجسم إفراز هرمون الميلاتونين بنسب عالية خلال الساعات الأولى من الليل، وهو هرمون ضروري لنمو الدماغ وتنظيم الحالة المزاجية.
"النوم المنتظم لا يمنع فقط التوتر والانفعالات الزائدة، بل يُعزز قدرة الطفل على اتخاذ قرارات سليمة والتعاطف مع الآخرين، ويمنحه طاقة إيجابية"، تقول الحسيني.
السهر.. عدو صامت للأطفال
في المقابل، يؤثر النوم المتأخر سلبًا على نفسية الطفل وسلوكه، ويزيد من فرص القلق والتوتر. ومن أبرز الانعكاسات النفسية للسهر المتكرر:
- نوبات غضب مفاجئة ومزاجية مفرطةنتيجة إرهاق مراكز التحكم الانفعالي في الدماغ.
- ارتفاع هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر(، ما يؤدي إلى الخوف غير المبرر، والتبول الليلي، والكوابيس.
- ضعف التركيز والانتباه، ما ينعكس على الأداء الدراسي والقدرة على التعلم.
- الانسحاب الاجتماعي والعزلةبسبب التوتر وتقلب المزاج.
- سلوكيات عدوانية وتمردنتيجة الحرمان المزمن من النوم الجيد.
كم ساعة يحتاجها طفلك للنوم؟
حسب توصيات الأكاديميات الصحية لطب النوم:
- من 4 إلى 12 شهرًا: 12 - 16 ساعة (مع القيلولة(.
- من سنة إلى سنتين: 11 - 14 ساعة.
- من 3 إلى 5 سنوات: 10 - 13 ساعة.
- من 6 إلى 12 سنة: 9 - 12 ساعة.
- من 13 إلى 18 سنة: 8 - 10 ساعات.
ويُفضل أن يبدأ وقت النوم بين الساعة 7 و9 مساءً حسب عمر الطفل وروتينه اليومي.
السهر المزمن.. آثار تمتد للمراهقة
الأطفال الذين يعتادون السهر يواجهون لاحقًا خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق، ويصبحون أكثر عرضة للأرق، واضطرابات الساعة البيولوجية. كما أن السهر يُربك هرمونات الجوع، ما يدفع الطفل لتناول الوجبات غير الصحية ليلاً، فيزيد وزنه، ويواجه مشاكل في الثقة بالنفس والتنمر.
كيف تساعدين طفلك على النوم المبكر دون دموع؟
"النوم المبكر هو ثقافة أسرية، وليس مجرد قرار فردي"، تقول الدكتورة الحسيني.
وتقترح خطوات عملية للأهل لتعويد الطفل على النوم الصحي:
- روتين ثابت: حددوا وقتًا للنوم والاستيقاظ حتى في الإجازات.
- طقوس مهدئة: مثل حمام دافئ أو قراءة قصة أو تشغيل موسيقى هادئة.
- إبعاد الشاشات: أطفئوا الأجهزة الإلكترونية قبل ساعتين من النوم.
- وجبة خفيفة صحية: كوب لبن دافئ أو موزة تساعد على الاسترخاء.
- قدوة الأهل: التزام الأبوين بالنوم المبكر يعزز تقبل الطفل للفكرة.
- التدريج: قدّمي وقت النوم 15 دقيقة كل يوم حتى تصلي للموعد المناسب.
- تحفيز إيجابي: استخدمي جدول نوم ملون، ومكافآت بسيطة تعزز السلوك الجيد.