2024-09-18 نشرت في
مشاريع التنمية الصينية التونسية: حقبة جديدة للبنية التحتية في تونس
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى تونس، السيد وان لي، خلال حديثه عن العلاقات الثنائية بين تونس والصين، أن التعاون بين البلدين يقوم على مبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة.
هذا التعاون الذي بدأ منذ أكثر من ستين عاماً، شهد تطورات هامة في الفترة الأخيرة، لاسيما في مجال المشاريع التنموية الكبرى التي تشكل قاطرة للنهوض بالبنية التحتية التونسية.
من بين أبرز هذه المشاريع، تأتي مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان التي من المتوقع أن تعزز الخدمات الصحية في تونس وتحدث نقلة نوعية في قطاع الصحة. بالإضافة إلى ذلك، أكد السفير الصيني على استمرار دعم بلاده لمشروع إعادة تهيئة الملعب الأولمبي بالمنزه، وهو مشروع يعد من بين الرموز الرياضية في تونس. كما أشار إلى تقدم العمل في توسعة المستشفى الجامعي بصفاقس، الذي يهدف إلى تحسين الخدمات الطبية وزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى، وذلك من خلال هبة من الصين.
وفي ظل انتشار بعض الأخبار الزائفة حول توقف بعض المشاريع، شدد السيد وان لي على أن الصين ملتزمة بدعم هذه المشاريع، ولكن الإنجاز الكامل يتطلب تعاوناً مشتركاً بين الحكومتين التونسية والصينية، إضافة إلى مشاركة شركات القطاع الخاص من الجانبين. وأوضح أن المشاريع الضخمة مثل مدينة الأغالبة تتطلب دراسات جدوى دقيقة واستثمارات كبيرة، وهو ما يجري العمل عليه حالياً.
علاوة على ذلك، تحدث السفير عن إمكانيات التعاون المستقبلي في مجالات أخرى، أبرزها الطاقة المتجددة، حيث تسعى تونس إلى الاستفادة من محطات الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاتها الطاقية، وتقليل اعتمادها على المصادر التقليدية للطاقة مثل النفط. ومن المتوقع أيضاً أن تشهد تونس دخولاً قوياً في مجال السيارات الكهربائية، وهو قطاع يعد بالآفاق الواسعة في منطقة شمال إفريقيا، نظراً للدور المتزايد للطاقة النظيفة في مواجهة تغير المناخ.
وأكد السفير وان لي أن تونس تمثل بوابة هامة للتعاون الصيني الإفريقي، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز وكونها منصة لتطوير التعاون في العديد من المجالات التقنية، لا سيما في قطاع التكنولوجيا والإعلام، مشيراً إلى الاتفاقية التي تم توقيعها بين هيئة الإذاعة الصينية والإذاعة التونسية لتعزيز التعاون في المجال الإعلامي، وتطوير المحتوى وتبادل الخبرات بين الطرفين.
هذا التعاون لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية والتقنية فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز التقارب الثقافي بين الشعبين، حيث أشاد السفير الصيني بثراء الثقافة التونسية، وأعرب عن إعجابه الشديد بتقاليدها ومأكولاتها، وخاصة الهريسة التونسية الحارة التي تشترك مع الذوق الصيني في حب الأطعمة الحارة.