2022-04-24 نشرت في
ظهور حشرة قاتلة لغابات الصنوبر الحلبي
تشكو ولايات القصرين وجندوبة والكاف وسليانة، من مخاطر توسع دائرة التيبّس والموت والتلف لعدد هام من غابات الصنوبر الحلبي بها والناجمة عن ظهور حشرة "سكوليت" الناشطة بالمناطق الغابية التي تعرضت للحرائق، وهي حشرة من صنف الخنافس، تصيب قلف الأشجار بعد ان تخلف ثقوبا مستديرة على اغصانها وسيقانها مما يؤدي الى جفافها وموتها.

وفي هذا الصدد، دعت وزارة الداخليّة ولاة الجهات الأربع المذكورة، في مراسلة موحدة وجهت لهم مطلع شهر أفريل الجاري، إلى ضرورة عقد جلسات تشارك فيها الأطراف المتدخلة لتطويق هذه الظاهرة، واتخاذ الإجراءات المستوجبة لحماية غابات الصنوبر الحلبي المستهدفة من هذه الحشرة، معتبرة معتمديات تالة وفريانة وفوسانة من ولاية القصرين، وهي أولى المناطق التي سجلت فيها هذه الظاهرة، نموذجا واضحا للمضار التي الحقتها الحشرة بغابات الصنوبر.
واستندت وزارة الداخلية في تحذيرها ودعوتها إلى مذكرة محوّلة إلى الوزارة من قبل وزير الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية بتاريخ 24 مارس المنقضي، أشار فيها إلى تسجيل تيبّس في الأشجار القريبة من المناطق الغابية المحترقة، مما ساهم في تفشي هذه الظاهرة وإنشاء بيئة ملائمة لانتشار الحشرات والفطريات الضارة وتكاثرها، وموت عدد كبير من الأشجار.
وقال رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة، لطفي الحمادي، في تصريح لـ"وات"، ان حشرة "سكوليت" تنشط بشكل حصري في غابات الصنوبر الحلبي التي تعرضت خلال الصائفة المنقضية والسنوات التي سبقتها الى الحرائق او الجفاف.
وأوضح ان الحلّ الوحيد لحصر هذه الظاهرة والقضاء على تأثيراتها السلبية على البيئة هو قطع الأشجار المحترقة التي تمثّل البيئة الملائمة لنمو هذه الحشرة، مشيرا إلى أن أعوان الغابات بجندوبة أنهوا مؤخرا قطع أشجار الصنوبر التي احترقت خلال الصائفة المنقضية بمنطقة فج حسين من معتمدية غار الدماء وشرعوا في ذات العملية بغابات فرنانة التي تعرضت هي الأخرى الى حرائق كبيرة.
من جهته، أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالقصرين، الشاذلي الغزواني، لـ"وات"، أن مصالح ادارته سجلت انتشارا لحشرة "سكوليت" وخاصة بفريانة وقد تم الشروع في قطع الأشجار باعتباره الحل الأمثل للحد من عملية الانتشار.
وأوضح لـ"وات" أن التغيرات المناخية، وخاصة الارتفاع اللافت لدرجات الحرارة وما تسبّب فيه من جفاف وحرائق، تمثّل أكثر الأسباب المساعدة على انتشار هذه الحشرة التي ظهرت منذ سنة 2018 في فرنسا وهي محل أبحاث لم تتوصل بعد الى طريقة للتوقي منها وعلاج تأثيراتها. وغير بعيد عن ذلك، أفاد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالكاف، كمال الدريدي، بأن أعوان الغابات بولاية الكاف شرعوا بدورهم، ومنذ منذ مطلع افريل الجاري، في قطع أشجار الصنوبر الحلبي في الغابات التي تعرضت للحرائق خلال الصائفة المنقضية.
في المقابل، تعاني الدوائر الغابية بولايات جندوبة، والقصرين، والكاف، وسليانة من ضعف فادح في المعدات القادرة على محاصرة هذه الظاهرة، التي وصفت بالسريعة، وينظر الى العملة الوقتيين، وهم الأكثر حضورا في هذه الغابات في مواجهة هذه الظاهرة التي تستوجب عملا دؤوبا وطويلا، كنقطة ضعف نظرا لعدم تسوية وضعياتهم. وطالب عدد من الدوائر الغابية ومندوبيات الفلاحة بولايات جندوبة، والقصرين، والكاف، وسليانة، وبنزرت، وزغوان، وباجة، وسيدي بوزيد، الإدارة العامة للغابات بضرورة التسريع بمعالجة النقائص التي تحول دون القدرة الكاملة على السيطرة على هذه الظاهرة التي تهدّد عشرات الاف الهكتارات من غابات الصنوبر الحلبي والذي يمثل أحد مصادر التوازن البيئي ومصدر عيش الاف العائلات وأحد أهم مصادر الخشب.