Publié le 06-03-2018

تونسيون يشكلون حاجزا بشريا أمام إرهابي سوسة: نحن مسلمون فاقتلنا إن شئت

جابت صورة القاتل وهو يمشي على شاطئ سوسة في تونس بعد ارتكابه مجزرة في حق عشرات السياح، العالم. وأثار وجود العديد من الأشخاص الواقفين وراءه مختلف التساؤلات حول ردود فعلهم... حتى أثبتت عديد الشهادات أنهم في الحقيقة "أبطال" ساهموا في تفادي قتل المزيد من الأرواح



تونسيون يشكلون حاجزا بشريا أمام إرهابي سوسة: نحن مسلمون فاقتلنا إن شئت

نشرت قناة "سكاي نيوز" بعيد اعتداء مسلح على سياح نزل "إمبريال مرحبا" في سوسة صورة للإرهابي وهو يمشي على الشاطئ حاملا الكلاشنيكوف بعد أن قتل عشرات السياح. وأثارت الصورة التي تناقلها العالم العديد من التساؤلات يطغى على أغلبها الاستغراب.
فبدا المهاجم على الصورة وكأنه "يتمشى" بهدوء على شاطئ البحر، في حين لم تمر سوى بضع دقائق على ارتكابه مجزرة، ويظهر في الخلف عدد من الأشخاص في صف أفقي لا يبدون حركة تذكر. واستغرب البعض في البداية، معلقين على الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية، عدم تحرك هؤلاء "الرجال التسعة"، ولماذا لم يحاولوا عرقلة سير المسلح سيف الدين الرزقي؟ أو حتى القبض عليه؟ وذهب البعض حتى إلى وصفهم بالمتطفلين. في حين فسر آخرون وقدموا تحليلات أولية على أن هذه الحالة ناجمة عن"الرعب" والصدمة والدهشة أمام العملية الإرهابية.
لكن سرعان ما بادر شهود عيان وناجون من المجزرة بتوضيح الموقف وأشادوا بشجاعة السكان والعمال التونسيين الذين شكلوا "حاجزا بشريا" لمنع تقدم الرزقي نحو شواطئ تابعة لفنادق مجاورة وساهموا بذلك في إنقاذ عديد الأرواح. فأكد على تويتر البريطاني جون يومان الذي كان في مسبح نزل مجاور خلال الواقعة أن "هؤلاء الذين نراهم في الخلف شكلوا حاجزا بشريا لإنقاذ مصطافين آخرين. فهم لا يتفرجون بل ينقذون أرواحا".
وعقب يان سيمس الذي كان متواجدا على شاطئ نزل "بالم مارينا" المجاور على تغريدات جون يومان مؤكدا "حين كنا نجري لنختبئ كان العاملون في النزل يجرون للمساعدة، إنه موقف شجاع جدا".
وعنونت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية "التونسيون يلقنون دروسا في الشجاعة".
من جهة أخرى نقلت صحيفة "تلغراف" شهادات تفيد بأن "السلسلة البشرية" كونها عاملون في النزل لسد الطريق في وجه القاتل وأنهم تحدوه قائلين "لن تمر إلا على جثثنا. نحن مسلمون فاقتلنا إن شئت". وأكدت مصادر مختلفة أن الرزقي تفادى القضاء على مواطنيه واستهدف فقط السياح.
وقالت زوجة جون يومان التي كانت ترافقه في العطلة بسوسة أن شجاعة التونسيين "تجعلك تكسب شيئا من الأمل في الإنسانية"، وحذرت من الخلط السائد في أذهان البعض بين المسلمين والمتطرفين. فقالت لصحيفة "تلغراف" "الكل يفكر "إنهم المسلمون إنهم المسلمون" لكنها ليست سلوكهم" وتابعت "لا توجد كلمات كافية للتعبير عن امتناننا لهم" أي لعمال النزل.
//فرنسا 24//
 


sousse-280615-1.jpg

Dans la même catégorie