Publié le 31-10-2025

صور: رمان تستور: ألوان من الفرح والبهجة واحتفال بالتاريخ والأرض والذاكرة

تشهد تستور من ولاية باجة هذه الأيام، وككل سنة في مثل هذه الفترة أجواء احتفالية بهيجة وحركية كبيرة بمناسبة احتضانها لمهرجان الرمان، حيث تكتظ المدينة بالزوار والعارضين سواء لمنتوجات تقليدية في إطار المعرض الذي يقام بالمناسبة، أو للرمان، حيث تُعرض مشتقاته من عصائر، ومربّى، وحلويات تقليدية.



  صور: رمان تستور: ألوان من الفرح والبهجة واحتفال بالتاريخ والأرض والذاكرة

في تستور طعم الرمان يحكي عبق التاريخ وكرم الأرض، وأنت تراه لوحات مرسومة معلقة على حواشي الطرقات وفي الشارع الرئيسي للمدينة، يغري الزائرين بلونه القاني ويسيل لعابهم لتذوقه من أيدي أمهر معدّي عصير رمان، الذين يبهرونك بمعرفتهم بالمنتوج المخصص للعصير والذي يسمىالرمان الوندرفول،(Wonderful) ، وهو صنف مخصص للتحويل (عصائر، تصدير) يُزرع بكميات أقل في المنطقة.

والاحتفاء بالرمان في تستور، المدينة الأندلسية، ليس مجرد عمل روتيني أو مورد رزق، بل هو ذاكرة شعبية وتاريخ يروى، يحكي حكاية أجداد نزحوا من الأندلس حاملين معهم بذور هذه الفاكهة المباركة، فزرعوها في تراب المدينة لتصبح رمزًا للخصب والهوية، وهو أيضاطقس سنوي يجمع العائلة والجار، ويعيد وصل الأجيال بذاكرة الأرض والماء، حيث تتحول عملية الجني إلى احتفال بالألوان والعطاء.

وفيفي تستور، المدينة الأندلسية الحالمة على ضفاف وادي مجردة، لا يُزرع الرمان كما تُزرع سائر الأشجار، بل يُغرس كأنّه جزء من الذاكرة.
فالاحتفاء بالرمان هنا ليس مجرّد عملٍ فلاحـي أو مورد رزقٍ موسمي، بل هو طقسٌ من طقوس الانتماء، وموروثٌ حيّ يروي حكاية شعبٍ حمل من الأندلس بذور الحياة، فزرعها في ترابٍ جديد لتزهر هوية وحنينًا.
حين يشتدّ نضج الثمر، وتتلألأ الحقول بحبّاتٍ حمراء كالياقوت، تستعيد تستور نبضها القديم؛ تتعانق الأهازيج والألوان، وتتحوّل مواسم الجني إلى احتفالٍ بالأرض والذاكرة والإنسان.
هكذا يظلّ رمان تستور أكثر من فاكهة، إنّه رمزٌ للخصب والجمال، ومرآةٌ لروح مدينةٍ ما زالت تحفظ نكهة التاريخ الأندلسي في كلّ حبّةٍ تنضج على أغصانها.


testour-311025-v.jpg testour-311025-v3.jpg testour-311025-v4.jpg testour-311025-v5.jpg testour-311025-v6.jpg testour-311025-v7.jpg testour-311025-v8.jpg testour-311025-v9.jpg

Dans la même catégorie