Publié le 21-10-2025
حمدي حشّاد يُحذّر: الأشجار والأراضي توقفت عن امتصاص ثاني أكسيد الكربون وهذه كارثة!
حذّر المختص في الشأن المناخي حمدي حشّاد من أن الطبيعة، التي كانت تقليديًا تمتص جزءًا كبيرًا من الانبعاثات الكربونية، أصبحت عاجزة تقريبًا عن أداء هذا الدور، مما يرفع من خطورة الاحترار العالمي قبل عام 2050.

وأوضح حشّاد أن الأشجار والأراضي امتصّت تقريبًا صفر من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي. ففي غابات الأمازون، تسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في إجهاد ملايين الأشجار، ما أدى إلى انخفاض قدرتها على التمثيل الضوئي وتحويل بعض المناطق من ممتص للكربون إلى مصدر له. وفي أستراليا، أدت حرائق 2019–2023 إلى تدمير غابات كاملة وتجريف التربة السطحية، مع تراجع قدرة الغابات على امتصاص الانبعاثات بسبب قلة الأمطار وارتفاع الحرارة. حتى غابات حوض المتوسط شهدت صيفيات شديدة وحرائق حدّت من قدرتها على ابتلاع الانبعاثات.
وأشار حشّاد إلى أن التربة الزراعية تفقد مخزونها الكربوني نتيجة التعرية والجفاف والاستخدام المكثف للأسمدة النيتروجينية، والتي تطلق غاز N₂O أقوى منCO₂ بحوالي 300 مرة. كما أن البحار تواجه ارتفاعًا في درجات الحرارة وتشبّعًا بالكربون، ما أدى إلى تراجع قدرتها على الامتصاص وزيادة تحمّض المياه، مما أثر على الكائنات الدقيقة الأساسية للسلسلة الغذائية.
وحذّر حشّاد من أن كثيرًا من نماذج المناخ القديمة التي اعتمد عليها بعض الأكاديميين كانت تفترض أن الطبيعة ستواصل امتصاص نفس نسب الكربون، وهو ما أصبح اليوم غير واقعي. وأضاف أن مصارف الكربون الطبيعية تضعف بسرعة، ما قد يؤدي إلى تسريع وتيرة الاحتباس الحراري قبل منتصف القرن الحالي.
وشدد على أن الحلول يجب أن تكون مزدوجة وواضحة:
-تخفيض جذري للانبعاثاتفي قطاعات الطاقة والنقل والصناعة.
-ترميم الأنظمة البيئيةعبر زراعة الأنواع المحلية، وإصلاح التربة، واعتماد الزراعة الحافظة للكربون، وحماية المناطق البحرية الغنية بالعوالق النباتية.
وختم حشّاد بالقول: “إذا توقفت الطبيعة عن امتصاص الكربون، الكلفة ستكون على الجميع وبسرعة، والوقت للتصحيح هو الآن.”