القيروان: العثور على هياكل عظمية بشرية خلال أشغال للسوق البلدي

أثارت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، موجة واسعة من التفاعل إثر تداول أنباء عن العثور على هياكل عظمية بشرية أثناء أشغال بناء السوق البلدي الجديد بمدينة القيروان. وبينما تضاربت الروايات حول الحادثة، سارعت بلدية القيروان إلى توضيح حقيقة ما جرى.

وفي تصريح لإذاعة "موزاييك" أوضح الكاتب العام لبلدية القيروان، حمادي عبد الله، أنّ الموقع الذي تشهد فيه الأشغال تقدّمًا ملحوظًا كان في الأصل مقبرة قديمة تُعرف بمقبرة سيدي عبس، مؤكّدًا أنّ عمليات الحفر في هذه المنطقة قد تكشف عن رفات بشرية قديمة، وهو أمر طبيعي ومتوقّع.

وأشار عبد الله إلى أنّ المشروع يتمثّل في إحداث سوق بلدي عصري بكلفة تقدّر بـ 11,130 مليون دينار(أي حوالي 11 مليار و130 مليون مليم)، وهو مشروع طال انتظاره من قبل متساكني القيروان الذين اشتكوا لسنوات من غياب سوق مركزية حديثة تليق بالمدينة العريقة.

وأضاف المسؤول البلدي أنّ المقبرة المعنية لم تُستعمل للدفن منذ أكثر من خمسين سنة، مشيرًا إلى أنّ كل الإجراءات الإدارية والقانونية تُحترم بدقّة، حيث يتم رفع الرفات البشرية ونقلها إلى مقبرة قريش، وهي المقبرة الرسمية الحالية للمدينة، وذلك في إطار الاحترام الكامل للكرامة الإنسانية والشعائر الدينية.

وأكد عبد الله أنّ عملية الحفر والمعاينة تجري بتنسيق تام بين بلدية القيروان والمندوبية الجهوية للتنمية والمقاول المكلّف بالمشروع، لافتًا إلى أنّ ما تمّ العثور عليه لا يُمثّل أي إشكال أو تعطيل للأشغال، بل يُعدّ جزءًا من واقع المدينة التاريخية التي تحتوي على عدة مواقع كانت في الأصل مقابر قديمة.

وختم الكاتب العام لبلدية القيروان تصريحه بالتأكيد على أنّ البلدية سبق أن واجهت مواقف مماثلة في مشاريع سابقة، على غرار تهيئة ساحة أولاد فرحان ومقام الإمام سحنون ومقام الصحابي أبي زعمان البلاوي، حيث تمّ التعامل مع الحالات المماثلة بنفس الإجراءات القانونية والإدارية.

Dans la même catégorie