Publié le 20-09-2025
العائلة والمجتمع: ضغوط تجعل الشباب التونسي يرفض الزواج
في تونس، وعلى الرغم من الأهمية التاريخية والاجتماعية للزواج، تشير الإحصاءات إلى تراجع بنسبة 10% في الإقبال على الزواج مقارنة بالعام السابق، وفق بيانات سنة 2024. هذا الانخفاض يعكس أكثر من مجرد عامل مادي، إذ يكشف عن ضغوط اجتماعية ونفسية تلعب دورًا كبيرًا في عزوف الشباب عن الخطوة التقليدية نحو الزواج.

الأخصائية النفسية فرح ترهوني أكدت في حديثها لإذاعة “موزاييك” أن العديد من الشباب يشعرون بخوف من فقدان استقلاليتهم وحريتهم، وهو شعور يتفاقم مع التدخل المفرط للعائلات في كل تفاصيل العلاقة الزوجية. تقول ترهوني إن “الشباب يخاف من أن تفرض عليه العائلة نمط حياة معين أو تدخل في قراراته، ما يولّد شعورًا بعدم الأمان ويؤدي أحيانًا إلى الانسحاب قبل البدء”.
كما أبرزت أن التجارب الشخصية، مثل فشل علاقات طويلة نتيجة خلافات مع العائلة أو عدم توافق الشركاء مع توقعات المجتمع، تزيد من تردد الشباب في اتخاذ قرار الزواج. “الكثيرون يشعرون أن الزواج لم يعد مصدر استقرار، بل أصبح عبئًا نفسيًا، محاطًا بتوقعات اجتماعية وثقافية صعبة التحقيق”، تقول ترهوني.
وتشير الأخصائية إلى أن الجانب النفسي يلعب دورًا أكبر مما يعتقد البعض، فالاستقلالية الفردية والثقة بالنفس أصبحت معيارًا مهمًا للشاب قبل التفكير في الزواج، في وقت يواجه فيه ضغوطًا متزايدة من المحيط الاجتماعي والمجتمع بأكمله.
وفي ضوء هذه الضغوط، يبدو أن الحل لا يكمن فقط في مواجهة العقبات المالية، بل في إعادة التفكير في أدوار العائلة والمجتمع، ومنح الشباب مساحة أكبر لاتخاذ قراراتهم بحرية، بعيدًا عن التوقعات المفروضة.