عاجل : رئيسة قسم الأعصاب بمستشفى الحبيب بورقيبة تعلن عن نقلة نوعية في الصحة

في إطار تعزيز منظومة الصحة العمومية، أكدت الأستاذة مريم دمق بن عمر، رئيسة قسم الأعصاب بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، أن تونس تشهد سنوياً ما بين 18 و24 ألف حالة جلطة دماغية، وهو السبب الأول للإعاقة المكتسبة وأحد أهم مسببات الوفيات في البلاد، بمعدل جلطة واحدة كل نصف ساعة.

وأوضحت الأستاذة مريم، خلال استضافتها في برنامج "يوم سعيد" على الاذاعة الوطنية ، أن ارتفاع معدّل الإصابة يعود إلى زيادة متوسط العمر للسكان وارتفاع عوامل الخطر، مثل الضغط الدموي، السكري، التدخين، الكوليسترول، قلة الحركة، التوتر النفسي، إضافة إلى عوامل وراثية تزيد من احتمال الإصابة.

وأكدت أن التدخل الفوري عند ظهور أعراض الجلطة – والتي تشمل الشلل الجزئي، صعوبة الكلام أو الفهم، مشاكل في النظر أو فقدان التوازن – يمثل العامل الأهم لإنقاذ حياة المريض وتقليل المضاعفات.

وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة، بشراكة مع الاتحاد الأوروبي، خطة وطنية شاملة للتكفل بمرضى الجلطات الدماغية، تعتمد على ثلاثة مبادئ رئيسية: الإنصاف، الابتكار والتضامن. وتستند الخطة على ثلاث محاور أساسية:

1. المحور التجهيزي: تجهيز المستشفيات الجهوية بأحدث الأجهزة الطبية وربطها رقمياً بمراكز الاختصاص لضمان التدخل السريع.

2. المحور التكويني: تنظيم دورات تدريبية لأطباء الصف الأول واختصاصيي الأعصاب والطواقم شبه الطبية، بإشراف خبراء وطنيين ودوليين.

3. المحور التنظيمي: وضع نظام متابعة يضمن وصول المريض بسرعة إلى العلاج المناسب، مع اعتماد أساليب مبتكرة مثل الطب عن بُعد لضمان السرعة والكفاءة.

كما أشارت الأستاذة مريم إلى أن التجارب الميدانية التي تم تنفيذها في صفاقس وتوزر وجندوبة وسوسة أثبتت نجاحها، ما يسمح بتعميم الخطة على كامل البلاد وفق معايير دولية، بما يضمن العدالة الصحية لكل المواطنين بغض النظر عن مكان إقامتهم.

واختتمت الأستاذة بن عمر حديثها بالتأكيد على أن هذه الخطة تمثل نقلة نوعية في المنظومة الصحية التونسية، تجعل تونس نموذجاً يحتذى به في رعاية مرضى الجلطات الدماغية، وتعكس نجاح الجهود الوطنية في التعاون بين الكفاءات المحلية والدعم الدولي.

Dans la même catégorie