Publié le 08-09-2025

من التراث الشعبي للتغيرات المناخية: ماذا تعرف عن ''غسّالة النوادر''؟

غسّالة النوادر هو مصطلح متداول في الثقافة الشعبية التونسية لوصف فترة مناخية محددة تتزامن عادة مع بداية شهر سبتمبر من كل عام. وتُعرف هذه الفترة بنزول أمطار غزيرة ومفاجئة تأتي بعد موسم صيفي طويل تميّز بالحرارة والجفاف.



من التراث الشعبي للتغيرات المناخية: ماذا تعرف عن ''غسّالة النوادر''؟

تكتسب "غسّالة النوادر" اسمها من كونها تغسل ما تبقّى من المحاصيل والثمار النادرة التي لم يتم جنيها خلال فصل الصيف، على غرار التين والعنب. لذلك يعتبرها الفلاحون مؤشرا طبيعيا على نهاية الموسم الصيفي وبداية مرحلة جديدة من السنة الفلاحية.

ورغم أنّ هذه الأمطار تُشكّل بشائر خير للفلاحة من خلال تهيئة الأرض لموسم البذر الجديد، فإنها قد تتسبب أحيانا في خسائر فلاحية، خاصة إذا تزامنت مع بقاء بعض الغلال غير المجنية، أو في حال نزولها بكميات كبيرة تؤدي إلى فيضانات محلية.

المعهد الوطني للرصد الجوي عادة ما يؤكد أنّ "غسّالة النوادر" ليست مصطلحا علميا بل هي جزء من التقويم الفلاحي الشعبي، لكنها في الواقع تتطابق مع خصائص مناخية معروفة في منطقة المناخ المتوسطي، حيث يبدأ الانتقال التدريجي من الحرارة الصيفية إلى الاضطرابات الخريفية.

وتبقى "غسّالة النوادر" بالنسبة للتونسيين أكثر من مجرد ظاهرة مناخية، فهي رمز شعبي يُذكّر بتراث فلاحي متوارث عبر الأجيال، ويعكس الارتباط العميق بين الإنسان والأرض والمواسم.



Dans la même catégorie