اليوم نودّع ''العصيا''... أخطر''وغرات'' الصيف تبدأ غدًا!

بينما نعيش هذه الأيام درجات حرارة مرتفعة وغير مسبوقة، قد يتفاجأ كثير من التونسيين بأن التراث الفلاحي التقليدي سبق أن وضع تقسيمًا دقيقًا لفصل الصيف وحرّه، عبر ما يُعرف بـ"الوغرات الخمس"، وهي فترات حرّ تتعاقب بانتظام وتمتد من نهاية ماي إلى أواخر أوت.

وفقًا للتقويم الفلاحي، فإن الصيف في تونس يدوم 90 يومًا، تُقسم إلى خمس مراحل تُعرف بـ"الوغرات"، كل واحدة منها تدوم 18 يومًا، وتحمل اسم نجم أو مجموعة نجمية ارتبطت تقليديًا بمناخ تلك الفترة.

1-وغرة الثريا (30 ماي – 16 جوان)
بداية الصيف، وتحمل اسم مجموعة نجوم معروفة في السماء. يقال إنها مرحلة اعتدال نسبي وتهيئة للموسم الحار.

2-وغرة عيوڨ (17 جوان – 4 جويلية تقريبًا)
وتُعتبر منعطفًا مهمًا في الحرارة. ويُقال قديمًا "إذا نزلت فيها الأمطار، يجي العام صابة"، وهي فترة حساسة في نظر الفلاحين.

3-وغرة العصيا (5 – 22 جويلية)
نعيش حاليًا في نهايتها، وسُميت كذلك لأنها "تصعب حتى على العصاة"، وهي من أشد فترات الصيف حرارةً وإرهاقًا، خصوصًا للمزارعين.

4-وغرة النجيمات (23 جويلية – 9 أوت)
مرحلة الذروة، حيث تبلغ درجات الحرارة أقصاها، ويشتد العطش والتعب.

5-وغرة المرزم (10 – 29 أوت)
آخر محطة في صيف الفلاحة. ويقول المثل الشعبي: "إذا طلع المرزم، حوّي جمالك وأعزم"، أي استعد للرحيل من المصيف واستقبال الخريف.

هذا التقسيم ليس فقط جزءًا من التراث الشفوي، بل هو دليل فعلي استخدمه الفلاحون لقرون في توقّع الطقس وتنظيم الزراعة والسقي والحصاد.

في ظل التغيرات المناخية اليوم، ورغم تطور العلم، يظلّ هذا التقويم شاهدًا على الذكاء الجماعي للأجداد وحكمتهم في مراقبة الطبيعة وفهم إيقاعها.

Dans la même catégorie