Publié le 14-07-2025
الخبير حمدي حشّاد: ''مش ديما الرقم اللي تشوفو في الكرهبة يعكس حرارة الجوّ!''
مع ارتفاع درجات الحرارة في تونس خلال فصل الصيف، يلاحظ كثيرون أرقامًا مرتفعة تظهر على شاشة سياراتهم، قد تصل أحيانًا إلى 54 درجة مئوية. هذه المعطيات تدفع البعض إلى تداول الأرقام على وسائل التواصل الاجتماعي، معتقدين أنها تعبّر بدقة عن درجة حرارة الطقس الفعلية. لكن، الحقيقة قد تكون مغايرة تمامًا.

الخبير في الشأن المناخي حمدي حشاد أوضح، في تدوينة نشرها، أن مؤشر الحرارة الذي يظهر داخل السيارة لا يعكس بالضرورة درجة حرارة الجو الحقيقية، بل يمكن أن يكون مضلّلًا. وأشار إلى أن الحساس الحراري(Sensor)في السيارة غالبًا ما يكون مركّبًا في الجهة الأمامية قرب "الرادياتور"، وهو موقع معرّض بشدة لحرارة الشمس والطرق الساخنة، وخاصة الإسفلت.
وأوضح الخبير أن هذه الظروف تجعل المستشعر يسجل درجات حرارة قد تكون أعلى بكثير من الحقيقة، بفارق قد يصل إلى 6 إلى 10 درجات مئوية. فعندما نقرأ مثلًا 48 درجة على الشاشة، قد تكون الحرارة الحقيقية في الهواء بين 38 و40 درجة فقط.
أما الأخطر، حسب حشاد، فهو درجة الحرارة داخل السيارة عندما تكون مركونة في الشمس. ففي ظرف 10 دقائق، يمكن أن ترتفع الحرارة داخل السيارة بـ10 إلى 15 درجة مقارنة بالخارج، لتتجاوز أحيانًا 60 درجة مئوية بعد نصف ساعة، خاصة إذا كانت النوافذ مغلقة تمامًا.
هذه الوضعية تمثل خطرًا حقيقيًا على الأطفال، والحيوانات الأليفة، وحتى كبار السن، إذ لا تتحمل أجسامهم هذا الارتفاع الكبير في الحرارة.
وحذّر الخبير من "الاطمئنان الكاذب" إلى رقم الحرارة في السيارة، ودعا إلى التركيز على الإحساس بالخنقة داخل المقصورة، ومراقبة التهوية، وعدم ترك أي شخص أو كائن داخل السيارة مهما كانت الفترة قصيرة.
وفي ختام تدوينته، قدم حشاد جملة من النصائح العملية:
- ترك نافذة مفتوحة قليلاً عند توقيف السيارة.
- عدم ترك أي شخص أو حيوان في السيارة المغلقة.
- وضع قارورة ماء مفتوحة داخل السيارة للمساعدة في تعديل الرطوبة والحرارة.
- تذكّر أن ارتفاع الحرارة في المدينة قد يكون قاتلًا مثل الصحراء، بفعل تأثير الزفت وغياب الظل.