Publié le 08-07-2025
الثروة ليست فقط بالكدّ: لماذا يفشل الملايين رغم تعبهم؟
لطالما رُدّدت عبارة "اعمل بجد، وستنجح وتصبح غنيًا" على مسامعنا، في البيت، في المدرسة، وحتى في الإعلام. وهي تبدو للوهلة الأولى منطقية ومُلهمة. لكن في واقع الحياة، يتبيّن أن العمل الشاق وحده لا يضمن دائمًا الثروة ولا حتى الاستقرار المالي، وهذا ما تؤكده تجارب ملايين الناس حول العالم.

نعم، العمل مهم... ولكن!
لا أحد يُنكر أن الاجتهاد والانضباط في العمل من القيم النبيلة، بل هي ضرورية لتحقيق أي إنجاز. لكنّ تحويل هذا المبدأ إلى وعد مباشر بالثروة قد يكون مضلّلًا، لأن:
هناك عمّالًا يعملون لساعات طويلة بأجور زهيدة دون تحسّن يذكر في وضعهم المادي.
وهناك من يمتلكون الثروة دون أن يُعرف عنهم كثير من "الكدّ والتعب".
الواقع أكثر تعقيدًا من معادلة بسيطة.
ما الذي يُكمل المعادلة؟
لكي يصبح الإنسان غنيًا أو مرتاحًا ماديًا، فإن العمل الجاد وحده لا يكفي. نحتاج إلى:
الفرص: النجاح المالي كثيرًا ما يعتمد على وجود بيئة توفر فرص الترقّي أو الاستثمار.
المعارف والعلاقات: في بعض الأحيان، "من تعرف" أهم من "ما تعرف".
الوعي المالي: الادخار، الاستثمار، والتخطيط الذكي للمستقبل، كلها مهارات لا تعلَّم في المدارس.
الحظ والمكان: مولود في بلد يوفّر فرصًا أو في عائلة مستقرة مادّيًا؟ الفرق واضح.
بين الجهد والعدالة
العمل الجاد يجب أن يُكافَأ، نعم، لكن لا بدّ من نظام اقتصادي عادل يضمن توزيعًا منصفًا للثروات ويقلّص الفجوة بين من يعمل كثيرًا ويملك القليل، ومن يملك كثيرًا ولا يعمل.
خلاصة
"اعمل بجد"... نصيحة لا يُستهان بها، لكنها ليست ضمانًا. في عالم اليوم، من يريد أن ينجح ماديًا لا بدّ أن يُضيف إلى جهده: الذكاء، التخطيط، اغتنام الفرص، وتوسيع معارفه. ومن واجب المجتمعات أن توفّر بيئة تحترم الكدّ والعمل، وتمنح الجميع فرصة للنهوض.