Publié le 05-06-2025

''كيفاش تعيش تونس العيد الكبير: من الطابونة لللمة''

عيد الأضحى في تونس ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال يعيد الروح إلى البيوت، وتتوحد فيه العائلات على قلب واحد. تبدأ التحضيرات قبل أيام، فتتحول المنازل إلى خلية نحل مفعمة بالحركة، الضحك، وروائح المطبخ التونسي التي تملأ الأرجاء.



''كيفاش تعيش تونس العيد الكبير: من الطابونة لللمة''


تبدأ الجدات والبنات بتحضير الخبز الدياري، الذي يُخبز في الطابونة. يخرج منه عبق الذكريات ويفتح الشهية. كل رغيف يحمل قصة، وكل طابونة تحتفظ بسر من أسرار البيت.

وفي يوم العيد، لا يكتمل الاحتفال من دون السلطة المشوية، المحضّرة بالفلفل والطماطم. الكل يشارك برأيه: من يفضلها حارة ومن يحبها باردة، لكن النتيجة دائمًا واحدة: مذاق لا يُقاوم.

ثم تحضر الزقديدة، الكنز المخزن منذ الصيف، لتُقطّع وتُضاف إلى الطواجن، فتعطيها نكهة لا تُنسى. لكن أكثر اللحظات المنتظرة تبقى: آخر قطعة من الكبدة، ساخنة، مع رشة ملح وكروية. وغالبًا ما تحدث "المشادة" الطريفة على من سينالها.

ثم تأتي لحظة تحضير العصبان، حيث يتعاون الجميع: من ينظّف، من يحشو، من يربط، وحتى الصغار يجدون لأنفسهم دورًا في هذه الأجواء. العصبان في تونس لا يُصنع إلا بـ المحبّة وروح الجماعة.

وختامها مسك: لمة العائلة. الضحك، الذكريات، كأس شاي بعد الغداء، وسهرة عامرة بالحكايات. العيد هو اللحظة التي نحتفل فيها ببعضنا البعض، ونتذوق فيها بركة الوجود والدفء العائلي.

عيد الأضحى ليس مجرد يوم، بل هو حالة وجدانية تعيشها تونس من الشمال إلى الجنوب، وتظل محفورة في القلوب.



Dans la même catégorie