Publié le 28-05-2025
يعملن 12 ساعة مقابل 5 دنانير: 8 آلاف امرأة تونسية تنبش في القمامة لإطعام أطفالها
خلف أكوام النفايات ومخاطرها الصحية، تتخفى قصص آلاف النساء التونسيات اللواتي وجدن في "البرباشة" ملاذًا أخيرًا لتأمين لقمة العيش لعائلاتهن.

تكشف دراسة حديثة للمرصد الاجتماعي التونسي،عن تفاصيل مأساوية لواقع هؤلاء النسوة، اللواتي يشكلن نسبة كبيرة من جامعي النفايات، ويعانين من ظروف عمل قاسية واستغلال ممنهج.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 8 آلاف امرأةفي تونس يمارسن نشاط تجميع وفرز النفايات. دراسة شملت 116 امرأةفي تونس الكبرى أظهرت أن 62% منهنيمارسن هذا النشاط كامل الوقت، بينما يمثل مورد الرزق الوحيد لـ 77% منهن. هذه الأرقام تؤكد مدى اعتماد الأسر على هذا العمل الشاق والمهين.
تعمل هؤلاء النسوة لساعات طويلة، تتراوح غالبًا بين 8 و12 ساعة يوميًا، ورغم هذا الجهد البدني المضني، فإن دخلهن اليومي لا يتجاوز 5 إلى 25 دينارًا تونسيًا، وهو أقل بكثير من الدخل الذي يحققه الرجال في نفس المهنة (والذي يتراوح بين 40 و70 دينارًا). يعود هذا الفارق إلى افتقار النساء لوسائل النقل التي تمكن الرجال من جمع كميات أكبر من المواد.
لا تقتصر معاناتهن على ضعف الدخل، فهن يتحملن أعباء إضافية تتجاوز العمل الشاق في جمع النفايات، بما في ذلك حمل أكياس ثقيلة تصل أوزانها إلى 10 كيلوغراماتلمسافات طويلة، إلى جانب مسؤولياتهن المنزلية. الأسوأ من ذلك، أن 22% من النساء "البرباشة" لا يمتلكن بطاقة علاج، ويعانين العديد منهن من أمراض مزمنة جراء الظروف الصحية المتردية التي يعملن فيها.
تتعرض نساء "البرباشة" أيضًا لأشكال متعددة من العنف والاستغلال، خاصة من قبل الوسطاء الذين يتحكمون في أسعار شراء المواد المعاد تدويرها، مما يزيد من هشاشتهن الاجتماعية والاقتصادية. إن هذه الأرقام الصارخة تدق ناقوس الخطر حول وضع هذه الفئة من النساء، وتستدعي تدخلًا عاجلًا لتوفير الحماية القانونية والاجتماعية والصحية لهن، والاعتراف بدورهن الحيوي في المجتمع والاقتصاد.